الخميس, 02 نوفمبر 2017 10:43 مساءً 0 740 0
اعطني خشبة .. اعطك شعبا واعيا
اعطني خشبة .. اعطك شعبا واعيا

 

لا شك أن المسرح المدرسي كان ومنذ زمن بعيد هو الوحيد على ساحة العمل المسرحي  " و بتواضع" من حظي باهتمام خاص في حفلات نهاية العام الدراسي ، فكان فرصة مهيأة لاكتشاف المواهب ،  و خير داعم لها حتى حين .
واليوم تأتي المسابقة الوزارية للمسرح المدرسي وللعام الثالث على التوالي لدعم هذا الدور الكبير للمسرح  المدرسي ، ايمانا من وزارة التعليم  بوجود المواهب و بأهمية اكتشافها  في المدارس لدينا وتنميتها وحسن توظيفها،  لما لها من أثر كبير على تشجيع المواهب و إبرازها على مستوى الوطن .
فالوطن بحاجة لكل موهبة مبدعة فيه بكل مجال.
 و في متابعة الفرق المتنافسة في  تصفيات مسابقة المسرح المدرسي لهذا العام و على مستوى المدينة المنورة يدهشك ذاك الحماس الذي يلتمع بعيون الطالبات على مختلف مراحلهن  العمرية والمدرسية.
تدهشك فرحتهن وهن يقفن على خشبة المسرح 
يزرعنها جيئة وذهابا ، تفاعلا وتجاذبا ، جرأة و ابداعا. 
يدهشك ذاك الوعي عند هذا الجيل  لدور المسرح لإيصال رسالة،  أو معالجة قضية مجتمعية، أو وطنية او أخلاقية .
وعي يجعلنا نقف إجلالا و تكريما لهذا الجيل المبدع الذي يبهرك اداءهن  رغم صغر سنهن و قلة خبراتهن .
ولا ننسى  الاشادة بجهود المشرفات والمعلمات في تشكيل الفريق واختيار النصوص والاشراف على التدريب.
ولكن..
هناك بعض ملاحظات تقتضي التوجيه والتدريب والتقويم   على مدار العام وليس قبل اسابيع قليلة من موعد التصفيات ، كي تبرز المواهب وتنال حظها من الرعاية  ، و توظف بحكمة  لمعالجة قضايا المجتمع ، 
فمن خلال المسرح  الناضج يتحقق اكثر من هدف وتصل أكثر من رسالة .
وماذا بعد؟؟
مانزال بحاجة الى  حاضن لهذة المواهب  يدعمها بالتدريب والتأهيل و تزويدها بالامكانيات المادية والتقنية والبشرية و بالخبرات والمهارات لتكون نواة المسرح المتميز المبدع 
و قد صدق من قال :" إن المسرح هو أبو الفنون" .
فسنجد حينها  الكاتبة والممثلة والمنشدة، والمخرجة والمبدعة في توظيف المؤثرات، و كفاءات في الاضاءة والصوت ، و في الديكور والخلفيات والماكيير والأزياء وخلافه.
فكم من مهارة  يستدعي وجودها  في عمل واحد لتبدع وتخرج بعمل فني متكامل ؟
وكم من فرص وظيفية ستوجدها الأعمال الفنية الراقية في عمل مسرحي واحد؟
لانزال بحاجة كبيرة لعمل مسرحي مبهر يبرز ما لدينا من مواهب وقدرات.
وبحاجة لإطلاق  مسرح وطني  بل أكثر ، و  فرق عديدة متنافسة لتبدع ولتنشر الوعي  في قضايا المجتمع ، و لتدخل البهجة والسرور  في نفوس رواد المسرح .
خاصة مع وجود الهيئة العامة للترفيه و الهيئة العامة للسياحة وكلها تخدم الحركة الفنية والسياحية في المنطقة وتكمل بعضها بعضا ثقافيا وفنيا وسياحيا وترفيهيا .
و  كل هذا  وذاك يدعونا للتأكيد على أهمية  تهيئة مسارح  مزودة بالتقنيات والامكانيات التي ستساهم  حتما في نجاح العمل الفني المسرحي  وتدعمه.
وقد قيل بالأثر:
اعطني خشبة ..اعطك شعبا واعيا .. اعطك شعبا راقيا 

جمال بنت عبد الله السعدي
رواق أديبات ومثقفات المدينة المنورة

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

اريج حكمي
محرر صحفي

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك