شبكة نادي الصحافة السعودي - لبنان -رضوان عبد الله
إن التحدي الاسرائيلي بعد احتلاله واستيطانه لفلسطين لمصير كل بلد عربي دون استثناء وبالتالي للأمة العربية ككل لا يتجزأ، وتعاظم هذا التحدي تجاوز فلسطين ودول الطوق العربي سوريا ولبنان ومصر والأردن الى كل الوجود العربي مشرقاً ومغرباً وأمنه وقدراته.
إن التحدي الاسرائيلي جمع التحالف الأمريكي – الأوروبي لمحاصرة الأمة العربية واهدار آثارها تترواج بين الضغط السياسي والاقتصادي وبين العنف المسلح وتفجير الحروب الأهلية، والانفصالية ومنازعات الحدود بهدف تصفية فاعلية الأمة العربية وخصوصاً على الساحة الفلسطينية ببعدها الوحدوي الوطني والقومي وآفاقها استراتيجياً على مدى المستقبل المنظور لعصر البترول والغاز لإغراق الوطن العربي حتى الثمالة في بحر متلاطم من الاجرام بالقتل والتدمير والحرق والحصار واستغلال الدين مدفعية ثقيلة لتجسيده في صياغات متعددة تستهدف إخصاء الانسان العربي والقيام بصهينة العنصر العربي الراهن بمعنى خلق ظروف من شأنها أن تجعل مفتاح الحل الممكن لأزمة المنطقة وحروبها الدامية وصراعاتها المتعددة بتعميم صهينة منطقة الشرق الاوسط بغالبيتها العربية التي تشكل بصراعاتها الساخنة المتعددة وموقعها الاستراتيجي بؤرة الخطر الدولي الذي يتخلّق داخله وسط تناقضات ضارية ومعقده جنين نظامي عالمي جديد اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وتكنولوجياً تحت الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية منتمياً إلى قوى جاهلية يتوجب دينياً إهدار دمها بالعنف الارهابي الأمر الذي أدى إلى افتعال معارك وهمية عن الحلال والحرام في الثقافة والتعليم والعمل والمأكل والملبس وعلاقة الرجل بالمرأة تستنفذ الطاقة والجهد فيما لا طائل من ورائه إلا تزييف الوعي لدى الأمة العربية وحرف بوصلة نضالها وتبديده في محاربة طواحين الهواء للإنقضاض على قضيتها المركزية بمبادرة الخطوة الامريكية بأشكالها وصياغاتها المتعددة الرامية إلى تحويل الصراع داخل دول الخليج العربي وداخل إيران بعد أن اشعلته في العراق وليبيا وسوريا ولبنان ومصر واليمن والسعي الحثيث لإنعاش إذكار الفتنة والنيران في بلدان المغرب العربي وفي السودان من جديد لتأكيد تقسيمه إلى دويلات صغيرة على المستوى النظري والتطبيقي.
ان القضية الفلسطينية بخصوصيتها وعموميتها انتقلت كيفياً بفعل تراكم حركة النضال العربي ثورياً وحركة النضال الثوري الفلسطيني الطويلة وتبلور عن هذا التكّيف النضال التاريخي معيار واقعي لقياس حقيقة ومدى وحدوية الشعب العربي الفلسطيني ومدى تأثره وتأثيره على وحدوية الأمة العربية في الواقع المعاصر أي معيار الفلسطنة الذي يعني إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بدعمكم ونصرتكم والتي ستكون العنصر المهم والأهم والموحّد للأمة العربية كما كانت القضية الفلسطينية قضية مركزية موحدة للأمة العربية والاسلامية يظل تحديداً عاماً بالتبسيط ما لم يُعمل من قبل جلالاتكم وفخاماتكم وسموكم على ترجمته ترجمة قومية متكيّفة مع الظروف الخاصة والسمات المميزة لمجتمعنا العربي وتغليب لغة العقل على العاطفة في مرحلته التاريخية المعاصرة والله الموفق.
*عضو الاتحاد العام للاعلاميين العرب
.jpg)
.jpg)
.jpg)
