الثلاثاء, 23 سبتمبر 2025 04:20 مساءً 0 593 0
لحظة خيال تروي قصة قيادة
لحظة خيال تروي قصة قيادة إستمع للمحتوى

 

الكاتب ـ طارق حكمي 


 

اليوم الوطني السعودي الـ 95 

 

في ليلةٍ هادئة من سبتمبر 2025، وقفتُ على أعلى قمم المملكة العربية السعودية حيث تتلألأ الأنوار احتفالاً باليوم الوطني الـ95.

السماء مضيئة بالألوان الخضراء، وراية التوحيد شامخة مع نسمات هواء تهمس بالأحلام.

وفجأة، شعرتُ بدوامةٍ غريبة تسحبني، كأن الزمن نفسه يدعوني لرحلةٍ عجيبة عبر قلب الوطن.

*صحراء التوحيد 1932*

 

وجدتُ نفسي في قلب الصحراء، حيث الرمال الذهبية تمتد بلا نهاية.

هناك، على صهوة جواده، رأيتُ الرجل المخلص الشجاع الملك عبدالعزيز آل سعود – طيب الله ثراه، يقود رجاله بقلبٍ نابض بعزيمة وحلم عظيم.

كنت أسمع همهمات التوحيد وأرى النور في عيونه وأعين الأبطال وهم يجمعون القبائل تحت راية لا إله إلا الله.

شعرت بحرارة الصحراء تحت أقدامي، ورائحة التراب الممزوج بالإصرار، وسمعت صدى الأبطال يرددون: السمع والطاعة.

 

*همستُ لنفسي: هنا بدأ كل شيء... هنا صُنع الوطن – 23 سبتمبر1932*

 

*تعاقب الأجيال*

 

ثم تسلسلت أمامي المشاهد:

رحيل القائد المؤسس، تاركًا إرثًا خالدًا لأبنائه الملوك.

كل ملك من أبناء الملك عبدالعزيز وضع بصمته، أضاف فصلاً جديداً، زرع بذرةً ارتوت بدماء الجهد والتضحية.

تحولت الرمال إلى مدن، والفراغ إلى طرق، والقرى إلى جامعات، والموانئ إلى جسور نحو العالم.

 

حتى وصلت للحاضر، حيث يقف القائد الحكيم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، بجوار ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، صاحب الطموح الكبير وصانع التحول الشامل نحو رؤية 2030.

رأيتُ الحلم يتحول إلى واقع ملموس، والفكرة إلى إنجاز حي، كأني أتنفس عبير المستقبل.

*الشعب والوطن*

فتحتُ عينيّ على شعبٍ نابض بالولاء، رجالاً ونساءً، كباراً وصغاراً.

يسيرون بخطى واثقة، يزرعون الأرض، يبنون المدن، يخدمون الحرمين، يستقبلون ضيوف الرحمن، يصنعون اقتصادًا ومعرفة، ويحملون الوطن في قلوبهم.

 

*رحلة بين المناطق*

 

كأنني أحلّق ببساطٍ سحري فوق المملكة، أرى كل منطقة تنبض بوجهها الخاص:

 

الرياض: قلب المملكة النابض، أبراج تعانق السماء، مترو يجري كالدم في الشرايين، ثقافة وفنون وإبداع يتدفق بلا حدود.

 

مكة المكرمة: حيث يعلو صوت الأذان، وسكينة الحرم تملأ الروح، توسعات تليق بمكانة بيت الله.

 

المدينة المنورة: نور المسجد النبوي يضيء القلوب، والطمأنينة تسكن الأرواح.

 

نيوم: مدينة المستقبل، الروبوتات، الطاقة النظيفة، والثقافة الوطنية التي تعانق العالم.

 

القدية: مدينة الترفيه، الإثارة، الفنون، والابتسامة المرسومة على وجوه الزائرين.

 

البحر الأحمر: حيث الشعاب المرجانية تزدان بالحياة، وسواحل بكر تنبض بالجمال.

 

الطائف: بساتين الورد تفوح عطراً، وجبال شامخة تروي حكايات الطبيعة.

 

جدة: التاريخ العريق في حاراتها القديمة، والحداثة في كورنيشها وأبراجها.

 

جازان: بحرٌ وجبلٌ وسهل، جزر فرسان بشواطئها وقلاعها، وخضرة جبالها التي تأسر القلوب.

 

أبها: الضباب يعانق الجبال، والنقوش العسيرية ترسم لوحةً ملونة بالتراث.

 

الباحة: غابات كثيفة، جبال شاهقة، وشلالات تلمع كحبات اللؤلؤ.

 

حائل: أرض الكرم والتاريخ العريق، نقوش ثمودية وصوت حاتم الطائي يتردد في الأرجاء.

 

تبوك: بين البحر والجبل، والآثار القديمة الممتدة منذ آلاف السنين.

 

المنطقة الشرقية: قلب الصناعة والطاقة للعالم، مزيج بين أصالة الخليج وانفتاح العصر.

 

القصيم: أرض النخيل والكرم، حيث المزارع تروي حكايات العطاء والأسواق الشعبية تزهو بالحركة.

 

الحدود الشمالية: صحراء تروي قصص البادية، وكنوز طبيعية من الفوسفات والمعادن.

 

نجران: القلاع التاريخية، والبيوت الطينية، وتراثٌ عريق يروي قصة الجنوب الأصيل.

 

وفي نهاية الرحلة، عدت إلى لحظة الحاضر، لأجد نفسي من جديد بين أصوات الاحتفالات والألوان الخضراء تضيء السماء.

قلت لنفسي: هذا ليس وطنًا فقط، بل هو قصة أمةٍ كتبت فصولها بالدم، وبنت حاضرها بالعمل، وترسم مستقبلها بالأمل

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

ابراهيم الحكمي
مدير الدعم الفني

شارك وارسل تعليق

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من إرسال تعليقك

آراء الكاتب