العلاقات العامة والتسويق والإعلان: تكامل الأدوار في صناعة الإعلام

التاريخ: الخميس 18 ربيع الأول 1447هـ – الموافق 11 سبتمبر 2025م

الكاتب/ عبدالله عبدالهادي بخاري

مسؤول العلاقات العامة والتسويق والإعلان – صحيفة شبكة نادي الصحافة الإلكترونية (بصفة متعاون)

المدينة عشقي

“الإعلام رسالة ومسؤولية قبل أن يكون مهنة.”

المقدمة

في عصر الإعلام الجديد، لم تعد المؤسسات تُقاس بجودة منتجاتها أو خدماتها فقط، بل بقدرتها على إدارة صورتها وبناء الثقة مع جمهورها. ومن خلال ما تعلمته في أكاديمية انجامنا للإعلام، وفي دورة الإعلام الجديد، أدركت أن العلاقات العامة، والتسويق، والإعلان، هي منظومة متكاملة تصنع قوة المؤسسات، فيما تبقى “الدعاية” جزءًا أصيلًا من العلاقات العامة، وليست مسمى مستقلًا.

ولا يفوتني أن أشير إلى أن هذه المعارف والتجارب قد ترسّخت في ذهني بفضل إشراف ومتابعة نخبة من الإعلاميين والأكاديميين المتميزين، وفي مقدمتهم الدكتور جمعة خياط، والأستاذة غالية الحربي، اللذين قدّما للمتدربين خبرات عملية وعلمية عميقة، جسّدت أمامنا أن الإعلام مسؤولية ورسالة قبل أن يكون مهنة.

أولاً: العلاقات العامة

العلاقات العامة هي فن إدارة الاتصال وبناء الجسور الإنسانية بين المؤسسة والجمهور الداخلي والخارجي.

 • تسعى إلى تعزيز الثقة وترسيخ السمعة الإيجابية.

 • تعتمد على الشفافية والتواصل المباشر وحسن إدارة الأزمات.

 • وتندرج “الدعاية” ضمن أدواتها، إذ تعني التغطية الإعلامية غير المدفوعة التي تحظى بها المؤسسة بفضل مصداقيتها وإنجازاتها.

ثانياً: التسويق

التسويق هو العقل المدبر للاستراتيجية المؤسسية:

 • يبدأ من دراسة الأسواق واحتياجات المستهلكين.

 • يطوّر المنتجات والخدمات بما يلبي هذه الاحتياجات.

 • يوظف الإعلان والعلاقات العامة لتحقيق أهدافه الاقتصادية والاجتماعية.

ثالثاً: الإعلان

الإعلان هو الأداة المدفوعة للإقناع والتأثير:

 • يعتمد على الإبداع في الفكرة والصورة واللغة.

 • يخاطب الجمهور برسالة مباشرة ومركزة.

 • يُعد من أهم أدوات التسويق، لكنه ليس بديلًا عنه.

رابعاً: الدعاية

الدعاية هي الصدى الإعلامي غير المدفوع:

 • تتمثل في التغطيات الصحفية أو الأخبار التي تنشرها وسائل الإعلام دون مقابل مادي.

 • تُكتسب بالمصداقية والتميز لا بالمال.

 • تدعم العلاقات العامة وتُعزز حضور المؤسسة في المجتمع.

التكامل بين المفاهيم

 • العلاقات العامة تبني الثقة وتدير السمعة.

 • التسويق يحدد الاتجاه والاحتياجات.

 • الإعلان ينقل الرسالة المدفوعة.

 • الدعاية تمنح المؤسسة حضورًا مجانيًا يرسخ مصداقيتها.

وحين تعمل هذه الأركان بتناغم، تتحقق المعادلة الناجحة للإعلام الحديث، حيث تُبنى صورة المؤسسة على أسس قوية من التأثير والثقة.

الخاتمة

لقد تعلمت من أكاديمية انجامنا للإعلام أن الإعلام ليس مجرد نقل خبر، بل هو مسؤولية وصناعة متكاملة. ومن خلال دورة الإعلام الجديد أيقنت أن العلاقات العامة، والتسويق، والإعلان، مع الدعاية، هي أذرع متشابكة تُعطي المؤسسة قوة إضافية وتضعها في قلب المشهد الإعلامي، لتصنع لنفسها مكانة راسخة في وجدان الجمهور.

وأجد من الواجب أن أُثمن جهود الأساتذة الكرام الذين ساهموا في ترسيخ هذه المفاهيم، وعلى رأسهم الدكتور جمعة خياط والأستاذة غالية الحربي، لحرصهم على إعداد جيل إعلامي واعٍ ومسؤول، يحمل رسالة واضحة في خدمة الوطن والمجتمع.