تركيب الرجل الصناعية ومدى إمكانية ممارسة رياضة الهايكنج: رؤية طبية ورياضية موثقة

 

التاريخ: الخميس 8 محرم 1447هـ الموافق 3 يوليو 2025م

 

مقدمة التقرير:

 

في زمن تتقدم فيه التقنيات الطبية والرياضية بشكل مذهل، أصبح من الممكن للعديد من ذوي الأطراف الصناعية العودة إلى أنشطة الحياة الطبيعية، بل والمشاركة في التحديات الكبرى، مثل رياضة الهايكنج. ويأتي هذا التقرير استجابة لتساؤل مهم: هل تركيب رجل صناعية أو ركبة صناعية يُعد عذرًا يمنع ممارسة رياضة الهايكنج؟ أم أن هناك حلولًا وخيارات تدعم العودة الآمنة والنشطة للمسارات الجبلية؟

 

أولًا: تعريفات أساسية

• الرجل الصناعية / الركبة الصناعية:

أداة تعويضية تُركّب جراحيًا أو خارجيًا لتحل محل طرف سفلي مفقود أو جزء منه، تُصمم حسب مقاسات واحتياجات المريض، وقد تكون ميكانيكية أو إلكترونية ذكية.

• رياضة الهايكنج:

رياضة المشي لمسافات طويلة في الطبيعة والجبال، تتطلب توازنًا جيدًا، قوة في العضلات، تحملًا بدنيًا، وتحكمًا في خطوات القدم وخاصة عند الصعود والهبوط.

 

⸻

 

ثانيًا: الرؤية الطبية

 

استشارة الطبيب الذي أجرى العملية أو المشرف على الحالة ضرورة لا غنى عنها. فكل طرف صناعي يختلف بحسب الحالة المرضية، نوع البتر أو الإصابة، ومدى التئام العظم والعضلات.

• بحسب ما أفاد د. أحمد السلمي – أخصائي جراحة العظام والمفاصل الصناعية – فإن:

“الهايكنج ليس ممنوعًا بشكل قاطع، بل خاضع للتقييم، وغالبًا ما يكون ممكنًا بعد 6 أشهر إلى سنة من التركيب، بشرط اكتمال التأهيل الطبيعي وتوافر طرف مخصص للأنشطة الخارجية.”

 

⸻

 

ثالثًا: رأي متخصص العلاج الطبيعي والتأهيلي

 

وفقًا للأخصائي أ. طارق الزهراني – معالج طبيعي متخصص في تأهيل مبتوري الأطراف – فإن:

 

“الطرف الصناعي وحده لا يكفي. التدريب على التوازن، تقوية عضلات الفخذ والورك، والتكيف مع تضاريس غير مستقرة ضروري. يمكن ممارسة الهايكنج بشكل تدريجي باستخدام أدوات مساعدة مثل العكاز الجبلي أو الدعامات الخاصة.”

 

⸻

 

رابعًا: عوامل يجب أخذها في الاعتبار قبل ممارسة الهايكنج

1. نوع الطرف الصناعي (ثابت، ذكي، مخصص للرياضة).

2. طبيعة المسار (جبلي، رملي، وعر).

3. الطقس والرطوبة والانزلاقات المحتملة.

4. الحالة النفسية ومدى تقبّل الجسم للطرف الجديد.

5. التدرج من المشي البسيط إلى المسارات المتوسطة فالعالية.

 

⸻

 

خامسًا: تجارب واقعية محفزة

• هناك عدّة حالات ناجحة عالميًا شاركت في تحديات الهايكنج باستخدام أطراف صناعية متطورة، بل إن بعضهم صعد قممًا مثل كليمنجارو وإيفرست.

• في السعودية، شهدت مسارات مثل جبل رضوى وجبال الهدا مشاركات محدودة لأشخاص بأطراف صناعية، ضمن مجموعات رياضية مؤهلة.

 

⸻

 

سادسًا: التوصيات

1. لا تقرر وحدك، استشر طبيبك الخاص ومعالجك الطبيعي أولًا.

2. اختر طرفًا مناسبًا للنشاط البدني المطلوب.

3. التحق بمجموعات هايكنج آمنة مثل مشاة مارز الإيمان وهايكنج دار الهجرة، فهم يراعون احتياجات ذوي الظروف الخاصة.

4. درّب نفسك تدريجيًا وابدأ بمسارات قصيرة.

5. تأكد من وجود مرافقين ومدربين في المسار.

 

⸻

 

الخلاصة:

 

تركيب رجل صناعية أو ركبة صناعية ليس عذرًا دائمًا يمنع من ممارسة رياضة الهايكنج، بل هو تحدٍّ يمكن التغلب عليه بالإرادة، والتخطيط، والتأهيل الصحيح. فالجسد قد يفقد جزءًا، لكن الروح لا تُبتر أبدًا. والطريق ليس للقدمين فقط، بل للقلوب المؤمنة بأن الله لا يضيع سعي من سعى.

 

⸻

 

معد التقرير الكوتش / عبدالله بن محمد عبدالهادي بخاري

مؤسس مجموعة مشاة مارز الإيمان

وعضو فريق هايكنج دار الهجرة

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر