كيف تقتل أفكارك

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

 

الكاتب - طارق محمود نواب


 

أفكار الإنسان هي أساس كل شيء، كل الإختراعات التي نراها اليوم كانت في البداية أفكار ، ولكنها كانت أفكار أناس لم يستسلموا لأقوال القطيع ووصفهم لتلك الفكرة بأنها غير ممكنة بل قاوموا القطيع وقاوموا الرجعية الفكرية التي كانت تقف أمامهم حتى يستطيعوا أن يجعلوا افكارهم حقيقة على أرض الواقع ، فمن كان يصدق أنك تستطيع أن ترى العالم في شاشة صغيرة أو أن تصل إلى أخر العالم بطائرة في الهواء التي كانت من قبل تظهر في أفلام الخيال كبساط الريح والكرة المسحورة التي تحولت إلى التلفاز إنها حقا معجزات العصر، ولكن كل ذلك ليس بالأمر السهل فهؤلاء قاوموا حتى يصلو إلى هذه المعجزات، أنت أيضاً لابد من أن يكون لديك أفكار فلا تقتلها ولا تستمع لنظرية القطيع وتذكر هؤلاء العلماء الذين استفادوا من التفاحة التي سقطت ، أو من أي صدفة مرت عليهم ولم يتركوها تمر هكذا....بل طرحوا اسئلة واسئلة ولم يهدأ إلى أن وصلوا إلى حقائق علمية مهولة نحن من استفدنا منها إلى يومنا هذا ، فبدون الأفكار لا يمكن أن يكمل التطور والنمو في العالم، ولكن أن أردت قتل الفكرة من الأساس فقط آمن بما يقوله لك من حولك بأنك لا تستطيع أن تصل وإنك أقل وأضعف من تنفيذ هذا الإختراع أو تلك المعجزة ، فهكذا يتم تدمير الأفكار.

كما يمكن للأفكار أن تحل معضلات كثيرة في الحياة كمعضلات اقتصادية بما تقدمه من أفكار لزيادة الدخل أو تقليل حجم الديون أو البحث عن فرص عمل والقضاء على البطالة وتحويل قيم وخامات إلى صناعات ومنتجات جديدة وتصبح قيمة للناتج المحلي والقومي. إن افكارك هي الشيء الوحيد الحر الذي لا يستطيع أحد التحكم به حتى إن قيدت بألف قيد أو أغلقت عليك كل الأبواب، فيصبح تفكيرك حرا في فضاء عقلك الواعي والمبتكر والذي يستطيع أن ينتج وينتج الكثير.

فهناك أفكار قد تساوي ملايين إذا نُفذت أو صفرا إذا قُتلت ، إنها أفكار كثيرة جدا تراود شبابنا ولكن معظمها لم ترَ النور لأنها قتلت قبل أن تخرج إلى النور ، حيث يتم قتلها من خلال انتقادها وإظهار ما بها من عيوب ، والإستهزاء بها ، والتشكيك بصاحبها ونواياه إذا كانت حسنة ام لا ، ومن هنا يتم تدمير الفكرة نهائيا وتموت قبل أن تولد ، وليس شرطا من يقتل الفكرة أن يكون عدوا ، ربما يكون أقرب المقربين ، أو ربما هو نفسه لا يدرك ماذا يفعل ، فمن الممكن أنه يعتقد أن هذا لصالحك ، وقد تكون أنت نفسك من يقتل الفكرة عندما تخطر على بالك وأنت لم تعرها اهتمامك ، قد يكون القاتل زميل عمل أو صديق أو لجنة متعهدة بدراسة الفكرة فتقتلها بسبب جهلها بأهمية الفكرة .

وهناك أشخاص يتبنوا أفكار وبسببهم تخرج هذه الأفكار إلى النور بعد أن تولد من عقل مستنير مؤمن بالفكرة ، وهناك البعض الذي يفشل في ذلك لأن الأفكار دائما في بداياتها تكون كالرضيع ضعيف وهزيل يحتاج من يطعمه ويسقيه ، أو كنبتة صغيرة في الأرض من الممكن أن تموت إن لم تجد من يرعاها لتأتي بالثمار في الوقت المناسب ، لذا من السهل جدا قتل الفكرة في بداياتها دون أي مجهود وذلك بنقد بسيط أو عدم اهتمام حينها تموت الفكرة حالا ، ولكي تنمو هذه الفكرة وتكبر لابد من بيئة حاضنة ومشجعة تعرها الإهتمام والرعاية ، في الحقيقة والتي قد تختلف معي فيه أن أي فكرة تراود مخيلتك هي قابلة للتنفيذ مهما بدت لك مستحيلة ، فالخيال أهم من المعرفة تلك عبارة قالها إينشتاين ومعناها أن أفكار الإنسان وخياله أهم وأقوى بكثير مما يعرفه بالفعل وذلك لأن الخيال وما يولده من افكار يبحران به إلى عوالم اخرى ومعرفات أكبر بدل المعرفة المحدودة التي توجد حوله. وإذا قال لك أحد إننا لدينا الكثير من الأفكار نحن نحتاج إلى أفعال لا تسمعه لأنه قاتل للأفكار ، فالأفكار والأفعال مكملان لبعضهما لا يمكن الإستغناء عن أيا منهما لا فعل بدون فكرة ومن لم يسمعك يقتل فكرتك ، فمن يشجع أفكارك هو من يؤمن بتحويلها إلى واقع فيتابع ويستمع ويبحث معك ، لذا ما أن تراودك فكرة دوّنها فورا قبل أن ينفذها غيرك وقبل أن تستشر احدا أسأل نفسك هل هذا الشخص مشجع أم قاتل للأفكار ، وتذكر دائماً إن بحر الأفكار لا عمق له ولا حدود للإبداعات.

 

 

 


ابراهيم الحكمي ابراهيم الحكمي
مدير الدعم الفني

0  204 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة