عِش بقلب اخضر ..الكاتب/ طارق محمود نواب

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

 

الكاتب/ طارق محمود نواب 

 

القلب... ذلك العضو الذي يتحكم في الشخص بأكمله كبير كان أو صغير، فلكل منا قلب وبداخل كل قلب اهتمامات كثيرة وقصص أكثر. لكن هناك من الأشخاص من يعيش عمره بالكامل وبداخل قلبه ظلام يجعل كل ما حوله ليل دامس لا ملامح له، وهناك من بداخله ضوء يتلألأ وينير دروب الحياة، واخضرار ينتقل من قلبه لكل ما هو خارجه،

فالقلب ذلك العضو الصغير المليء بالحكمة والعواطف، فهو صاحب الدور الأول والأهم في تحديد كيفية تفاعلنا مع العالم من حولنا، وهو مصدر الحب والرحمة والتفاهم، فعندما يمتلئ القلب بالمحبة ينبعث منه إشراقة تضيء حياتنا وحياة الآخرين ممن حولنا.

فالحبّ والرحمة الساكنين في قلوبنا هم أساس السعادة والإرتياح النفسي، وهم الداعم الأول والأخير لحياة تعطي إشراقة ملحوظة وانعكاسا من القلب على الحالة المزاجية. وذلك أيضاً الذي يصقل تعابير وجوهنا ويضفي عليها بريقاً من السعادة، وذلك يمكننا لمسه في وجوه الناس الذين يمتلكون قلوباً مليئة بالحب والتفاؤل.

فقد قيل يوماً إذا انتعشت القلوب تعافت الأجساد واشرقت الأوجه، وإذا حزنت مرض الأجساد وانطفأ أصحابها، لذا، حاول أن تخلق سعادتك من اللاشيء وتبحث عن دروب السعادة بلا كلل أو ملل حتى تصل للدرب الذي يجعلك مبتهجاً دائماً، فكن أنت الصانع الأول والوحيد لسعادتك ولا تسمح أبدا لأي أحد مهما كان أن يسلبك إياها.

فحياتك ملكك وحدك ولا حق لأحد أن يتحكم بها، ولا تنتظر أحد أن يكون صانع سعادتك حتى لا تنظر في النهاية إلى حياتك فتجدها قد ذهبت سُدى، وانظر إلى تلك الأشياء الصغيرة التي تحوم حولك وستجد أن هناك مصادر لا تنضب من المتع البريئة التي تضفي الحيوية على أيامك. وابحث في كل مكان عما يجعلك فخورا بيومك وما يجعلك تعيشه كما ينبغي.

إن السعادة قرار، والغضب أيضاً قرار، وإن اختيارك للسعادة يكون بملء إرادتك ورغبتك. فخذ قرارك بأنه لن يغضبك كائن مهما كان، ومهما حدث لك من أحزان ستجعل حياتك دائما أرضاً تغرس فيها بذور من الرضا والإمتنان لتحصد منها السعادة، ففرص السعادة تحوم حولنا دائما لكننا لا ننتبه لها. فالسعادة تطرق أبواب الجميع بلا استثناء، وإذا رأتنا مشغولين عنها توارت واختفت. فإننا نملك مفاتيح البهجة والسعادة ولو دربنا عقولنا وأحاسيسنا على التوجه نحوها... سنحظى عندئذ بحياة جديدة مدهشة.

فبداخل كل قلب عالم خاص به، يحمل تجاربه وأحاسيسه وذكرياته. فهناك من الأشخاص من يعانون من ظلام داخل أروقة قلوبهم يجعلهم يعيشون في حزن دائم أو وحدة عميقة، وهناك من يكونون قادرين على إشعال النور داخل قلبهم وهؤلاء من يحملون فرحاً وتفاؤلاً يعكسان قوة روحهم وقدرتهم على التغلب على التحديات وهؤلاء هم من بداخلهم قلب أخضر ينمو ويزهر في جمال الحياة.

لذا فعِش بقلب أخضر ولا تنسى القيام ببعض من الأعمال الصغيرة التي تضيف على الحياة لمسة إنسانية وتجعلها أجمل، والتي تجعلك تشعر بالسعادة الداخلية والتوازن. فإذا امتلأ القلب بالمحبة والتفاؤل، تألق وجهه بالبهجة والإشراق، وانعكس ذلك على تفاعلاته مع العالم من حوله، فأحتفظ بغصن أخضر لتأتي إليك عصافير السعادة وتغرد فيه. فرقّة قلبك واخضراره هما المكونات الأساسية والسحرية لحياة مفعمة بالسعادة، وهما ما يجعلان وجوهنا تشع بالإشراق والسرور وتنبض دائماً بالحيوية والفرح.

 

 

 


ابراهيم الحكمي ابراهيم الحكمي
مدير الدعم الفني

0  300 0

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة