الليله الثانية
( *تلاعبك بالأحداث لا يلغي حدوثها* )
لن تتوقف عن لوم نفسك شيء ما في داخلك يلتهمك يحاول إنهائك
صوت في عقلك لا يتوقف عن الكلام وكأنه غريمك وليس عقلك لا يمكنك احتواء المشهد ولا إعتواء ذاتك لم تعد كعهده السابق ذاك الأكثر صلابة بات أكثر هشاشة ضعيف كورق بلله المطر بل أشد ضعفاً من ذلك بدأت كلوحة معروضة على جدار وهمي في خيالك لايمكنك تخطي اللوحة بمنظرها الذي يخطف أنفاسك ويعيد ترتيب ثباتك في كل مرة .
انتهى كل ما تملكه من مدخرات للتوقف حيث وصلت لنقطة لايمكنك الإنسحاب لايمكن التوقف قد فقدت قدرتك بالسيطرة على ذاتك كان ينساب منك الكلام كالماء واليوم تعجز عن نطق حرف واحد يقول محمود درويش في وصف دقيق ( أنت منسي وحر في خيالك ). في خيالك أنت حر أفعل ما تشاء لكن الواقع ليس ملك لك هذه ليست قصتك لتمسك قلمك وتكتب النهاية التى تودها لايمكنك سرد الأحداث على ذوقك الخاص وتشكيل الأمور كما تهوى أو عذرا كما يهوى قلبك فقد يقودك قلبك للهلاك بعكس عقلك قد يقودك للجنون فقط لكن لايقتلك فالمجنون قد يشفى يوماً أم الهالك سيهلك لامحالة.
وإن تلاعبك بأحداث قصتك لن يلغي حدوثها يؤجلها فقط لكن لن يلغي حقيقة كونها ستحدث قد تتوقع شيء ويحدث شيء آخر حتى تتعلم أن لا تتوقع وأن تقف جانباً وتبحث عن جواب السؤال الذي يغتالك في الساعة ألف مرة ألا وهو إلى أين يأخذك مسار هذه الحكاية ؟
أين توجد النهاية
وتعتقد بكل عبقريتك أن الحل في النهاية . وتطبطب على نفسك من جديد وتقول كل شيء سيصبح بخير لكنك تعرف جيداً أنك لست بخير .
وتستمر في خداع نفسك لتمر الليالي ليلة بعد ليلة .
بالمناسبة نسيت أن تطرح سؤالا مهما هل أنت رابح حقاً أم أنك قد خسرت أكبر خسارة في حياتك ؟
سأجيبك أنا ؛ نحن في هذه الحياة كلنا خاسرون فقد ربحنا أشياء لا نرغب بها وخسرنا أشياء رغبنا بها لكن الفرق أننا خسرنا بإختيارنا لم يجبرنا أحد مبدأ الخسارة والربح بحد ذاته مبدأ قاسي بحقك كشخص فمن لا يمكنه أن يحكم عليك لا يمكنه أن يحدد مجرى حياتك أنت وحدك من تحدد أن تفشل في تحقيق مشروعك الخاص هذا لايعني أنك خاسر فيمكنك إعادة المشروع مرة أخرى أو تُجربة مشروع آخر وقد تنجح لذلك الخسائر المؤقتة ليست مقياس لبناء حياتك ،
حتى ربح الأشخاص ليست مقياس للبطولة فقد تربح من يؤذيك لاحقاً وقد تخفف ألم من يتسبب في ألمك
قد تتلاعب بك الأحداث وتتلاعب بها لكن في النهاية أنت مَلِك الحكاية أصنع ما تشاء وحتى لا تندم لاحقا ، فكر بوقت كافي خذ وقتك قبل أن تتخذ أي قرار ولا تسمع للخسائر أن تعيقك حتى لا يكون الفشل حليفك.
نصائح الليلة الثانية :
١- لا يمكنك إلغاء الأحداث أو تغيرها تقبلها فقط لتنتهي المشكلة .
٢-إستمرارك في خداع نفسك يعني أنك خائف ولا يعني أنك قوي.
٣- إختباؤك خلف الأبواب لن يغير شعورك حيث لايمكنك إخفاء شعورك أو تجاهله .
٤-نحن ضعفاء كورق بللهُ المطر فلا داعي لكثرة المديح في صحائف البشر.
٥-الحياه لا تسير كما نهوى تقبل تلك الحقيقة
٦-كن قنوعاً بإختياراتك حتى يتغير مجرى حياتك.
سلسلة بقلم الكاتبة :
هويدا الشوا