المخدرات ليست طريق النجاة .

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

المخدرات ليست طريق النجاة .

 

المخدرات ذلك السلاح الذي يرن في عالم الضياع وعالم الجريمة ، بل هو أشد فتكاً حيث يتجرد متعاطيه من جميع المعالم الإنسانية ، والقيم الأخلاقية ، والدينية ، فتصبح حياة لا قيمة لها ، وقد يبيع عرضه مقابل الحصول عليها ، فمتعاطيها لا دين له ولا عقل ، فقد سمعنا قصصاً كثيرةً عن بيع أباء لفلذات أكبادهم وبسمة حياتهم لمروجي المخدرات،  ومنهم من باع أغلى ما يملك ليسكّن ذلك الألم الذي ينهش جسده ولا يستطع تحمله فتشتت أسرته التي لا ذنب لها وأصبحت بلا مأوى ، أو يفقد عمله الذي هو مصدر رزق له ،  أو ينهي دارسته التي ظل  يسهر الليالي لكي يصل إلى أعلى المناصب ، وقد يُنفق المال الذي جمعه بعد تعب ومشقة وعناء لشراء السموم التي تودي إلى قتله ، بل البعض قد يسرق أو يقتل أو ينهب أقرب الناس إليه فقط ليمتلك المال لشرائها ،  وهناك من اتخذ من المخدرات هرباً له من مشاكله أو واقعه الذي فرض عليه وكأننا نختار حياتنا كما نريد ، نعم ياله من عالم مخيف ، فمتعاطيها  متخبط لا يستطيع التمييز بين الخطأ والصواب والحق والباطل  ، ولا عجب من ذلك فقد غيّب عقله الذي وهبه الله له ، بل وفَضّله على غيره من المخلوقات بتناوله لتلك السموم التي لا تلغي العقل فقط بل تدب الوهن  والخمول والأمراض بكامل الجسد ، ناهيك عن المشاكل الإجتماعية والنفسية التي يتعرض لها ، لذا حرّمت الشريعة الإسلامية وجميع المذاهب المخدرات بكافة أنواعها بنص ٍمن الكتاب والسنة النبوية  ، لما لها من ضرر بالغ على الدين والنفس والمجتمع  ، قال تعالى {وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} وقال صلى الله علية وسلم ( كل مخمر خمر وكل مسكر حرام )،  وغيرها الكثير من الأدلة ، و قد تكون بداية الإدمان كتجربة أو مغامرة أو تقليد لأصحاب السوء ،أو ربما إثبات للرجولة باتخذار القرار الخاطئ في مرحلة المراهقة والتي تعد من أصعب مراحل العمر  ، فتبدأ بلفافة سيجار من (حشيش ) ثم يتحول الأمر بتناول الأقراص مثل ( حبوب النشوة أو السعادة ) ويليه الشم مثل (الكوكايين ) وتختم بالحقن مثل ( الهيروين ) وهناك من تلك السموم عدة أسماء ، وقد انتشر مؤخراً  بين الشباب ( الشبو )الذي له تأثيراً بالغاً على الجهاز العصبي المركزي ، ولن يتوقف الأمر على ذلك ، فلا زال مرجو الشر بين جعبتهم الكثير أو كما يقال ( وما خفي كان أعظم ) وعليها  يصبح المتعاطي معتمداً عليها كل الاعتماد ، ولا يستطيع العيش بدونها أبدا ، بل قد يبحث عن أنوعٍ أخرى أشد قوة ليحصل على أعلى درجات اللذة و النشوة و القوة التي يردها ، فيصبح تفكيره وهمه الوحيد الحصول عليها بأي طريقة كانت حراماً أو حلالاً ، ومن ثم تظهر عليه إضطرابات متعددة مثل قلة النشاط ، عدم الإتزان ، الإرهاق ، إهمال المظهر العام ، قلة النوم ، وغيرها الكثير من الأعراض ، فما قيمة الحياة إن ضاعت سُدىً والسعادة إذا كانت وهما ، فبمجرد ذهاب لذتها يعيش العذاب بشتى أنواعه ، فتلك المادة السامة عندما تدخل الجسد تدمره شيئاً فشيئا ؛ فهي أشبه بموت بطيئ ؛ تودي للهلاك ومن ثم الإنتحار ، ويكون سبب موته عبارة كثيرا ما نسمعها ( جرعة زئدة من المخدر ) يا للأسف وكأن الحياة لا قيمة لها ولا ثمن ،  يجب أن نؤمن أننا لم نُخلق عبثا وسوف نٌسأل عن شبابنا ومالنا فيما أنفقناه وأبليناه ، فالحياة قصيرة ونعيشها مرة واحدة ، لما نضعها بآيدي أعدائنا اللذين يريدون الهلاك والدمار والخزي والعار لنا ، فهم قد جندوا جنودهم لقتل شبابنا وبناتنا الذين هم عماد الأمة ، وسر نهضتها والإرتقاء بها ،  فتفننوا في طرق تهريبها ونشرها بينهم ، فلابد من تكاتف الأيدي بدءاً  من النواة الأولى وهي الأسرة التي تتمثل في الوالدين بتوعية أنفسهم أولاً ثم أبناءهم بخطر المخدرات عليهم ومدى الدمار الذي تسببه لمتعاطيها ، فحكومتنا الرشيدة قد سخرت طاقتها لمحاربة المخدرات ومروجيها على الصعيد العام والخاص ، بل وحرصت على عمل دورات تعلمية وتثقيفية متعددة لنشر الوعي بين الأفراد ، لتبين مدى خطرها على الفرد خاصة ، والمجتمع عامة ، ولم تقف مكتوفة الأيدي أمام من سقطو في خطر الإدمان ، بل أنشأت مستشفيات ومراكز بالمجان ليتم علاجهم وإعادة تأهيلهم وتقديم الإستشارات النفسية لهم ليعودوا لممارسة حياتهم مرة أخرى بشكل طبيعي . 
وأخيراً .. يامن وقعت في تلك الهاوية ، أنت إنسانٌ ولست ملاكاً خالياً من الأخطاء والزلات ، ليس عيبا أن تَزِل قدمك فتسقط في ذلك الخطر ، بل العيب ألا تحاول النهوض مجددا ، فهناك من أُزهقت روحه ، ومنهم من حارب للوصول لبر الأمان ، أما آن أن تستفيق وتُعيد لملمت شتاتك ، فنجاتك وقوتك وإيمانك تنبع من داخلك ، حرر قيودك وحلّق عالياً أنت لم تُخلق لتكون عبداً للشيطان و جنوده فالوقت لم يمضِ ولازال في الحياة بقية . 
 
 
                                                                         للكاتبة / سميرة عبدالهادي


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  353 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة