عام 2033  والصراعات والآمال والتحديات .  

الكاتب / د- فيصل معيض السميري ( الطموح)

    استقبل العالم عام 2023  وهو يحمل في جعبته العديد من الصراعات والأزمات التي تم ترحليها من العام الذي قبله ولم تتوصل الدول إلى حله لها ، وفي ظل اعتبارها مادة دسمة لمراكز الدراسات السياسية ومراكز التفكير خارج الصندوق ومراكز سبر اغوار المستقبل وللإعلام سواء بالتحليل السياسي او التنجيم الفلكي ، فإن الصورة الظاهرة التي تتعلق بالأزمات والصراعات والحروب في العالم غير واضحة وقاتمة في كثير من الأحيان .

ترجع الاسباب من وجهة نظري بأن هناك تفكير في تغذية هذه الأزمات والصراعات والحروب بدل من التفكير في الحلول  كون المَثّل يقول ( مصائب قوم عند قوم فوائد) . وللأسف هذا التفكير لا زال سائدًا ونحن مع بداية عام 2023 والحلول ‏ غير مطروحة للأسف المتوقع الإستمرار .

في الواقع أن الشعوب هي التي تدفع الثمن في الأزمات والحروب والصراعات ، اقليميا :- 

   ١- اليمن مزقه  الحوثيين ارضاء للنظام الإيراني والشعب اليمني هو الذي يدفع الثمن ، الميليشات لاتعرف ادارة وقيادة الدول وإنما تبقى اداءه في يد من يغذيها حتى لو أصبح الشعب يتسول فهذا أخر ما يفكرون به كون إدارة وقيادة الدول تحتاج تضحيات ، والميليشيات لا يعرفون ذلك ولايوجد في قاموسهم ، وقس على ذلك ما يصنع حزب الشيطان في لبنان .

٢-  سوريا ونظامها الذي لم يتعلم من حرب اهليه لها أكثر من(10) سنوات  وما زالت ، مات فيها مئات الآف من السوريين وتهجر الملايين وتهدمت  مدن من البراميل البارود التي تُرمى عليها من الجو بمساعدة من النظام الإيراني والميليشيات  التابعة له ، وللأسف بطل المقاومة كما يدعي أخرج مطار دمشق عن الخدمة في ثاني يوم من عام 2023.

٣- ليبيا دمرتها الحرب الأهليه ولا حل في الأفق لإن قرارها ارتهن بالخارج في أنقره ومن يغرد في صفها ، والليبيون يتمنون أن تصل الأطراف السياسية الليبية إلى توافق يجعل مصلحة الوطن في المقدمة وليست المصالح الشخصية ، ويتمنون كذلك خروج المرتزقة من بلادهم 
والوصول إلى حل سياسي يُرضي كل الأطراف حتى يبنوا بلدهم 
ويستغلوا ثرواته. 

٤- العراق يعيش أزمات وطائفية اشعلتها ايران فمن صالحها أن يبقى القرار .
 العراق رهينة في يدها ، حتى تتحكم في ثروته وتكبح جماح التنمية فيه ، ولكن المطمئن أن هناك حكومة وبرلمان ورئاسة ، ورغبة كل الأطراف العراقية في بناء بلدهم خلاف لأذرع ايران .

٥- لبنان مزقه حسن نصرالله وحزبه وجعل الحزب يدير الدولة ويعقد صفقات مع اسرائيل وهو يَدّعي ويضحك على الشعب اللبناني والشعوب العربية أنه يقاوم اسرائيل .

وقبل الإنتقال من الإقليمي إلى الدولي لعلي وبحكم تخصصي العلمي في التخطيط الاستراتيجي  أن أقتبس من ( بيتردركر) الذي يقول إذا تريد أن تحل المشكله يجب أن تتعرف على العامل الاستراتيجي الذي إذا تم حله ومعالجته انتهت المشكله ، ولذلك أقول إن العامل الاستراتيجي في أغلب الصراعات العربية والأزمات تدخل النظام الإيراني ومليشياته فإذا تم ايقاف هذا النظام وعربدتة دوليا سوف تنتهي هذه الأزمات باعتباره العامل الاستراتيجي في استمرار هذه الصراعات والأزمات ، ولكن للأسف الذي يحصل تشجيع هذا النظام من خلال استخدام اسلوب تغذية الصرعات .

الجانب الأخر لبداية عام 2023 والصرعات  فإن الجانب الدولي لايخلو منها ، وفي ظل التدخلات والتقاطعات بين الدول يعد عامل اساسي ومشترك في الصرعات 
١-  الحرب الأوكرانية  تكمل عامها الأول  بعد أقل من شهرين ، وقد تتحول إلى أحد الصراعات المزمنة ، وتحولت إلى حرب بالوكالة وتغذية استمرار الصراع  وفي نفس الوقت تدفع دول العالم فاتورة صراع النفوذ  والمشكلة أنه لا يوجد حل في الأفق حتى الآن .
   هذه الحرب هددت تدفق الحبوب والمحاصيل التي تشتهر الدولتان بالسيطرة على انتاجها وتجارتها عالميا .

٢- الصدام الاقتصادي بين الصين والولايات المتحدة الامريكية انعكاساته تؤثر على اقتصاد العالم ، مع أثار الأزمة الأوكرانية  في صورة :- 
تضخم  وارتفاع الأسعار تعاني منها كل دول العالم وبدرجة متفاوتة .
التنبؤ بارتفاع مخاطر التباطؤ الاقتصادي واحتمال الدخول في مرحلة الركود الاقتصادي .
اضطراب سلاسل التوريد وتضرر الإنتاج .
وباء وجائحة كورونا كوفيد COVID - 19 لازال يشكل خطرا مع مرور أكثر من ثلاثة اعوام على تفشيه فهل تعد من الحروب البيولوجية.
التغيرات المناخية  التي تهدد الحياة على الأرض ، وتسببت في جفاف الأنهار ، وتدهور المحاصيل ، واختفاء قرى بأكملها نتجية للسيول والأعاصير .

في الختام … النظام العالمي ربما يكون في حاجة إلى إعادة بناء بشكل يجعله قادرًا على معالجة مشكلاته الاستراتيجية التي تُشكل تهديد للبشرية  حتى يمكن التصدي للصراعات والأزمات والمخاطر في عام 2023 بدل من تغذيتها، وعدم الإنشغال بما يخالف الفطرة بإقرار حق المثليين التي يرفضها أغلب شعوب العالم مخافة من الله وغضبه .
،،،،،،،، والسلام …….

الرياض 
2023/1/3