الثلاثاء, 13 ديسمبر 2022 08:12 صباحًا 768 1136 0
نكأتُ ..جُرحاً
نكأتُ ..جُرحاً

نكأتُ ..جُرحاً ????
***********

رغم أنها ليست من جيل الماضي الذي لم يلحق بقطار التعليم ، لكنها لم تحقق مرادها فيما كانت تطمح إليه .
سألتها بفضول بعد أن رأيت مظهرها المتواضع وإسلوبها التقليدي ، قلت : إلى أي مرحلة وصلتي في تعليمك ؟
 فقالت : لاتسأليني عن تعليمي حتى لاتثيري شجوني فلا أريد أن أُقلب مواجعي بالحديث عن الأسباب فالكلام  يطول شرحه ، ثم سألتني : وأنتي ؟ قلت الحمدلله لقد أنهيت دراستي  منذ زمن  بفضل الله ، ثم بفضل الأهل 
وما أن كدت أن أُنهي عبارتي العفوية حتى تعكر صفو وجهها ولاحظت الانقباض في ملامحها وشفتيها ثم سكتت برهة ، أحسست خلالها بالحزن الذي في داخلها   ففهمت من ردة فعلها هذه وقصتها المتحفظة : أن الأهل كانوا السبب في عدم تحقيقها لما كانت تريد تحقيقه فاكتشفت أنني جئت على الجُرح وفهمت من تلميحها كذلك أنهم كانوا السبب في عنوستها أيضاً فقد كانوا بحاجة لمن  يخدمهم و يقوم  بأعمال البيت وتحضير الطعام ومساعدة الأم في تربية الأولاد الذين تنجبهم ، ورعاية الماشية بحكم أنها البنت الكبرى ، فهل كانت ضحية لحاجة الأهل لتخدمهم أم بسبب ضعف المستوى الاقتصادي والثقافي لديهم ، أم كان لهم نظرة سلبية في تعليم البنت وتثقيفها فكانت ضحية لأفكارهم  ؟!، مافهمته منها كان كل ماذكرت فيتركونها تشتغل بأُمور لن تنفعها مستقبلاً ، وربما سارت في طريق غير سليم لتبحث عن ذاتها وتشغل وقت فراغها ، ومع  التطور وتغير الحياة تبدأ تشعر بالنقص مقارنة ببنات جيلها فتشتعل الغيرة في قلبها فتكره الدنيا والناس والأهل والظروف وتتولد لديها مشاعر وأُمنيات تظل مكبوتة في نفسها لتشيخ وتموت معها بمرور الزمن ، هذه قصة فتاة فاتها قطار التعليم والزواج 
وهي مجرد مثال لغيرها عرفتهن كانت لهن نفس الظروف التي ذكرتها .


الكاتبة / هيا الدوسري 
٢٧/١١/٢٠٢٢

سجل معنا أو سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

محرر المحتوى

غاليه الحربي
المدير العام
المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

شارك وارسل تعليق