ضجيج ..
سألتني ماسر تلك الدمعة الحائرة في عينك والضجيج الذي يدوي في داخلك ويكاد أن يقتلك ، أما آن لأمان أن يسكنه وتجف عينك عن سكب دموعها !
طأطأت رأسي وبطرف عيني نظرت إليها وارتسمت ابتسامة على شفتي وهمست : وهل أبوح بسري لك ؟؟ تنهدت وقالت : وهل هناك غيري يسمعك !! أجبتها أحتاج لهدوء .. ففي داخلي ضجيج مدينة وبقايا أشلاء حكاية ممزقة ، وفي عيني ملح بكاء موج عميق تتلاطم أمواجه في صخور صدري هزت أركان قلبي ، وكأني أعيش بجسد شخص ميت لا يتحدث ، جثة تتحرك ؛ فقدتْ جميع حواسها ، صرخت في وجهي : تماسكي أعيدي لملمة شتاتك ، نظرت إليها كيف لي أن أعيد إصلاح ذلك الخراب الذي أدماني ، لم أعد أقوى ، كرهت التظاهر بعدم اللامبالاة ، تعبت من غربتي ، من رسم ابتسامة مزيفة على شفتي ، من كلمات أبتلعها رغما عني .. وخضوعي لواقع فُرض عليّ رغما عني ، ساد الصمت بيننا فنظرتُ إليها فلمحتُ بعينها قطرات الندى تسيل على وجنتيها ، خارت قواها .. كادت أن تسقط ؛ ركضت إليها حملتها بين يدي رجتني أن أعيد إليها الحياة ، صرختُ بأعلى صوتي : فات الأوان .. فقدت ثقتي بنفسي ولم أعد قادرة على فعل شيء ، كيف لي أن أُداوي جروحا تقرحت وأحلاما دُفنت ؟ لم أعد أستطع تحمل كل سوء يحدث لي ، أهلكني الحزن وأتعبني البكاء تحت وسادتي ، فقدت نفسي ولم أعد أشعر بطعم الحياة .. إختبأتْ بين ذراعي وبصوت يرتجف همست لي : أتوسل إليك أريد أن أعيش ؛ أدخلتها بين أضلعي كأم تحتضن طفلها بعد غياب طويل وقلت لها : فلتهدئي بين أضلعي لعله يشرق يومٌ فيصمتُ فيه ذلك الضحيج وتسمو روحنا معا للأبد ..
الكاتبة /سميرة عبدالهادي