شُعلة في صحراء

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

بقلم الكاتب/ علي حكمي 

 

حدثتني جمرةً ذات ليلة وكنت وحيداً خالياً من كل أُنسٍ قائلة ما بال قومك هجروك وتركوك وحيداً معزولاً عنهم قلت لها ليتك تعلمين كم هو جميل البقاء في عزلة والنظر في النجوم وبالقرب مني دفئك، قالت لي كم انتم غرباء تخشون مني وتحبون القرب مني، فقلت لها لا نخشاك في الدنيا إنما انتي في الدنيا غذاء لنا ودفئ فـبنارك نُشعل الطعام وبها نسمُر عند شدة البرد وبكي نُشعل الشاهي والقهوة وبك أيضا نستضيء عند حلول الظلام. قالت ولا تخشى أن تلسعك شرارة مني، قلت لها لو خشيت لما اقتربت منك واضممت يدي وجعلتها من فوق لهيبك لكي يدفى جسمي من البرودة ، ثم صمتت قليلاً وقالت ولماذا تخشوني في الآخرة قلت لها لأن ذلك عذاب وألم وشقاء لمن لم يتقي ربه وعصاه واتبع الفواحش؛ هناك سيعذب بين يدي الحي القيوم، وأكرر إنما نستأنس بك في الدنيا كي نأمن على أنفسنا فلولاك لما أقيمت الولائم ولما طُبخت اللحوم ولما فرِح بك التائهون في الصحاري ، وكانوا قديماً يضربون بك المثل حينما يرددون أن فلاناً كريم ؛ فناره لا تُطفى ويشاهدونه الكثير ويقتربون منه ويجدون ما يسرهم، ولولاك لمات البعض عطشاً وجوعاً ، لولا أن نارك مشتعلة لجهلوا أن هناك أحد بجوارهم ، قالت يكفي لقد اجبتني واقنعتني على سؤالي لماذا تحبوني في الدنيا وتخشوني في الآخرة ثم ودعتّني قائلة أدعوا الله أن لا تقابلني هناك يوم تُبدل جلود غير جلودهم،

 اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم إن عذابها كان غراماً.


ابراهيم الحكمي ابراهيم الحكمي
مدير الدعم الفني

0  350 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة