تأملات بين السماء والأرض

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 بقلم الكاتب / علي حكمي 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

 

 

تأملت في إحدى رحلاتي الجوية من منطقة جازان إلى الرياض كثافة السحاب وشدة المطبات الهوائية وصراخ بعض الركاب وشعور بعضهم بالخوف وبعضهم بالقلق والتوتر كان بجانبي احد الركاب يشاهد فلماً والثاني يقرأ قرآن وانا كنت اتصفح إحدى الكتب التي تشعرك بالأمان والاطمئنان والسكينة والوقار ، "كتاب لأنك الله للكاتب / علي بن جابر الفيفي" وقرأت بعض الصفحات حتى وجدت بعض الكلمات التي كأنها تخبرني ان لطف الله يلازمنا دوماً ولكن لا نشعر به وكأن الكتاب يعلمني ويعاتبني ، ولو تفكرنا قليلاً لوجدنا ان الله هو الحافظ وهو اللطيف بنا في متاعب ومآسي الحياة، كيف نخاف من المخاطر! والله هو الحفيظ اللطيف الجابر، وافكر في حفظ الله ولطفه بنا ونحن في الطائرة كيف امسكها الله كما امسك السماء من السقوط ، كيف حفظنا من الصواعق والرياح ولطف بنا حتى هبطنا بحفظ منه ولطف ورحمه، وجالت بخاطري هذه الكلمات نحن في الحياة اشبه بالطائرة في السماء بين الرياح العاتية والصواعق الرعدية الشديدة، نحن بين الأحزان والغموم والكروب والمآسي والاقدار مثل الطائرة في جو السماء، إحذر أن تسقط بك نفسك واقعاً بالأرض مهزوماً ، جاهد نفسك وكن بقرب الله ولطفه وحفظه؛ تجد كل شيء معك، إذا تكالبت عليك الهموم والغموم والأحزان إلجأ إلى الحي القيوم وكن بقربه واجعل الأمل والفرح دائماً رفيقك واجعل الحمد دائماً على لسانك وثق أن كلما يصيبك خيراً لك لا تعلمه وما ذهب منك شراً لا تعلمه.

 

 أحببت كتابة هذه القصة بعد ما حدث معنا هذا في الطائرة فعلمت أن لطفه الله إذا حل تغير الحال، وتبدل الحزن إلى فرح ، والكدر والهم إلى أُنس وسرور ، ولنا في قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- نموذجاً على عظيم لطف الله به وبالبشر .

 

لطيف بعباده: قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: حفي بهم. وقال عكرمة: بار بهم. قال السدي: رفيق. قال مقاتل: لطيف بالبر والفاجر حيث لم يهلكهم جوعا بمعاصيهم، يدل عليه قوله: ﴿ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ ﴾[4].

 

أيا صاحبَ اللطفِ الخفيِّ تلطَّفَا 

بعبدٍ أتاهُ الأمرُ خِلوًا مُكتّفَا 

أيا ربَّ ذَا الكونِ الفسيح تكرُّمًا 

ب"كنْ" أكرمنْ عبدًا وباعِدْ تخوُّفَا 

وبين الرَّجا والخوفِ نبقى تعبُّدًا 

لنطلبَ منكَ العفوَ واللطفَ والشِّفا 

سلامًا أيا ربّاهُ فالقلبُ مُوجَعٌ 

فما بين طبيب يهيمُ ومصطفى  

أما بعد:

 

فاتقوا الله تعالى عباد الله، ولنحذر من الجزع في البلاء؛ فإن الله تعالى لطيف بعباده ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾[12]. 

 

أيها الأحبة: لقد قصرنا مع خالقنا جل وعلا وهو ينعم علينا بلطفة ويغدق علينا بواسع فضله.. ألا فلنستحِ منه سبحانه ولنلزم طاعته ولنبتعد عن معاصيه.. فإذا أردنا أن يعاملنا الله سبحانه وتعالى بلطفه، علينا أن نَذِّلَّ وننكسر بين يديه.. وقد ورد عند الطبراني من حديث أبي هريرة مرفوعًا -وضعفه الألباني- "اللَّهُمَّ الْطُفْ بِي فِي تَيْسِيرِ كُلِّ عَسِيرٍ، فَإِنَّ تَيْسِيرَ الْعَسِيرِ عَلَيْكَ يَسِيرٌ، أَسْأَلُكَ الْيُسْرَ وَالْمُعَافَاةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"[13]. واللّهم اغفر لنا، وإهدنا ، وأرزقنا، وعافنا، نعوذ بالله من ضيق المقام يوم القيامة. اللّهم إنّا نعوذ بك من قلب لا يخشع، ودعاء لا يُسمع ومن نفس لا تشبع، ومن علم لا ينفع، نعوذ بك اللهم من هؤلاء الأربع. اللّهم إنّا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجأة نقمتك، وجميع سَخطك وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.


ابراهيم الحكمي ابراهيم الحكمي
مدير الدعم الفني

0  419 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة