سته طرق للتحسين الذاتي بقلم الأستاذ / راني عايد الثبيتي

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

 
أضحى التحسين الذاتي اليوم، أمرًا بالغ الأهمية في عالم يكتظ بالجديد في كل شيء، فمن البدهي للعاقل أن يدرك أن التحسين الذاتي من أولويات حياته  لبلوغ مايصبو إليه، وإيجاد موطئ قدم مؤثر على هذه الأرض، فالله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم
 ومعلوم مدى حرص الناس على تحسين ظروفهم، لكنهم لايرغبون في تحسين أنفسهم؛ لذلك يبقون مكتوفي الأيدي. فهل “التحسين” مرادف لـ “التغيير”، أم العكس ؟ أم يندرج أحدهما تحت الآخر؟ هذا السؤال مهم لمعرفة مابعده من الآليات والطرق.

وتكمن الإجابة في أن التحسين جزء من التغيير وليس كله، فالتغييرعلى إطلاقه قد يكون كليًا، أو جزئيًا، وهو مانقصده بالتحسين الذي نتناوله من خلال نقطتين  رئيستين:

الأولى : دوافع التحسين :

فما الذي يدفع المرء للتحسين في الجانب الشخصي، أو في جانب المال والأعمال ؟ كل ذلك يتشكل في عدة دوافع:

الشغف بالتحسين والتطوير: جزء لايتجزأ من الشخصية التي تريد النجاح والتميز؛ لأن البقاء على الوضع القائم يؤدي بالمرء إلى التخلف والاندثار. شغفك بالتحسين وروحك المتشبعة بعدم الثبات هو وقودك للتميز والإبداع والتجديد.
الوعي بأهمية التحسين: خطوة مهمة من خطوات التطوير الذاتي؛ إذ يقول الطبيب النفسي ناثانيال براندن : ” الوعي هو الخطوة الأولى نحو التغيير، والخطوة الثانية هي القبول”، فمدى وعيك يؤدي إلى مكان وجودك أين يكمن وأين تريد ؟
المسؤولية : حينما تشعر النفس بالمسؤولية تجاه الذات والآخر تتفجر منها ينابيع المحاولة للتحسين ومحاولة إيجاد كل الطرق الموصلة لذلك. وحينما تستشعر عظم المسؤولية وأنك الوحيد المسؤول عن نفسك وليس غيرك، تكون كالمغناطيس الذي يجذب كل ما يزيدك تفوقًا وتقدمًا ورقيًا في ذاتك، وعلى من حولك؛ أي إنك مسؤول تمامًا عما يتعلق بك، فلا تختلق الأعذار، أو تركن إليها، أو تحاول المراوغة عن حتمية المسؤولية الملقاة على عاتقك .
البيئة : عامل مؤثر في جذب الإنسان إلى التحسين من عدمه، وحينما تكون حافلة بالمعرفة والتقدم العلمي والتكنولوجي يكون مواكبًا لها التقدم والتطور، فهي تعد دافعًا من دوافع تحسين الإنسان، وإلا ما كان له اسم في عالم الوجود؛ إذ يقول مارك كين: “تبدأ الخطوة الأولى تجاه النجاح، عندما ترفض أن تكون أسيرًا للبيئة التي وجدت نفسك فيها أولًا”.
الثانية : طرق التحسين :

طرق التحسين هي المحطات التي من خلالها تصل إلى ماتريد، وتشعرك بالحصول على التحسين الذي تصبوإليه، وهذه المحطات هي :

الإيمان :
لابد لك أن تؤمن بحتمية التحسين وأن التخلف عنه يجعلك متهاونًا أو كسولًا أو مترددًا؛ وبالتالي قد تتوقف في منتصف الطريق أو تتراجع للخلف؛ لذلك يقول فيلب يانسي : “الإيمان هو الثقة مقدمًا بما سيكون له معنى فقط عندما تفسر في الاتجاه المعكوس”.

الحلم :
حاول أن تعيش الحلم الذي تريد تحقيقه، فكر فيه، اكتب عنه، ارسم جزءًا منه في عقلك، اكتشف كل مايؤدي إليه، فعيْش حلمك  يزيدك  إصرارًا على تحقيقه في الواقع.

التخطيط :
لن تحقق حلمك بالمحطتين الأوليين فقط، فالسماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، بل لابد من التخطيط لبلوغ التحسين المستهدف، فهو كالبوصلة التي تقودك للطريق الصحيح؛ إذ  يقول جون ماكسويل :”تخطيطك لحياتك يعني أن تجد نفسك، وتفهم حقيقتك، ثم تضع تخطيطًا مناسبًا لنموك” . ويشمل التخطيط عدة  مراحل:

تحديد الهدف : بأن يكون واضحًا ، محددًا ، له بداية ونهاية .
تحديد نوع التخطيط: طويل الأجل، أم متوسط الأجل، أم قصير الأجل؟ ، فلكل منهم تفصيلات مختلفة.
تحديد خط النهاية : متى؟ وكيف؟.
التنفيذ:
بدون التنفيذ لن تبلغ هدفك المنشود، فالعمل والبدء فيه وعدم التراخي والتسويف مكونات أساسية للنجاح، فعلامة القوة الأخلاقية العميقة- كما يقول روبن شارما- تظهر في الفرد الذي يقوم دائمًا بما يجب القيام به.

5.الثبات :

حينما يعتاد المرء على الإصرار والصبر لبلوغ التحسين، يجد النتيجة الحتمية للنجاح؛ فيقول جيم تريسيل : “علامة التفوق واختيار العظمة هو الثبات”، فلن تجد في صفات الناجحين أعظم من زاد الصبر لبلوغ ما يريدون ، فالتحسين والتطوير قمة جبل تكتنفه مخاطر وعقبات عديدة؛ إذ يقول الشاعر :

لا تحسبْ المجد تمرًا أنت آكله ، لن تبلغ المجد حتى تأكل الصبرا .

ويقول فينيس لومباردي :” بمجرد أن تتعلم الانسحاب، فإنه يصبح عادة”، فصبرك يحدد نجاحك.

المتعة :
عش المتعة في كل عقبة تجدها أمامك، واحمل نفسك على التفاؤل، واجعل مع كل معاناة نظرة فرح بقرب الوصول للهدف، فالإيمان بالشدائد، ومحاولة التكيف معها، وجعلها في صالحك، من صفات الناجحين وأولي الألباب.

خط النهاية : اجعل من نفسك كل يوم شخصًا مختلفًا لتكون متميزًا.


ايمن باوجيه ايمن باوجيه
عضو سابق في الصحيفة

0  720 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة