رهام مدخلي تكتب ' أسمال ثقافية '

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

رهام مدخلي تكتب ' أسمال ثقافية '

بقلم: رهام مدخلي

شبكة نادي الصحافة السعودي

" اعطني اسم الشارع الأدبي اعطيك عقوبة السارق الافتراضية"

بين واقع الكتابة والمأمول منها أبعاد كثيرة ، لكل مبدع منصة تشكل متنفسًا أو أيقونة يسرد فيها ما يشاء وما تجود به بنات أفكاره وفق معايير وجوده في تلك المنصة ، ولا يأتي ذلك من عقل فارغ إنما نتيجة قراءة وتأملات وتجارب وخبرات حياتية ومواقف وما إلى ذلك.

تهمني الكتابة جدًا كقضية إنسانية لا تمييز فيها ولا عنصرية في حين أنني مؤمنة وبعمق أن لكل طريق عقبات وخلف أنقاض كل عقبة تاريخ جديد لا يُرى بالعين المجردة وإنما يُصنع بالبصيرة الحسنة والتي تتفاوت وتتدرج في مستوياتها وفقًا لأشياء أعظم وأطهر وأقدس من أن تدركها الأبصار..

ماذا إذا أصبحنا شعوبًا تلتهف للكلمة وتتوق للجمال المرصع بحروف الأدب الكريمة ، أظن ذلك مدعاة للفخر والزهو والأمل بأننا شعوب تعلم جيدًا جذور الثقافة وكيف ترقى المجتمعات بمُبدعيها ، ولكن ماذا عن الانتهاكات الأخرى ، السرقة الأدبية أنموذجاً ، أعتقد إنه من المضحك المبكي أن تكون تلك المنصة هي المستقر والمستودع لما تكنه من إبداع وتكتفي بتلك العبارات: لا أبيح النسخ، لا أبيح تجريد الحقوق، أرجو عدم النقل دون ذكر المصدر وتستمر سلسلة العبارات التي تخاطب بها من لهم قلوب يعقلون بها ولكننا ننسى أن لهم عقول يقلبون بها النصوص فيجرودنها من كاتبها ومؤلفها وناشرها بل ربما تكون المشكلة أعظم وينشرها باسمه .

لعلك نسيت أيها الكاتب الكريم أنك كنت تخاطب الضمير الإنساني في شوارع الإنترنت ولا يشبه هذا الحال سوى من يظن أن هناك إشارات مرور في تلك المنصات الإفتراضية، هل تخيل يومًا من يمارس تلك العادة الدنيئة، أن مثله كمثل السارق الذي يجوب الأسواق فيسرق من كل محل قطعة ثم يعود لجُحره فيرتق تلك القطع فليبس أسمال فكره الأخرق في صورته النهائية ، يغره الزهو بذاته بينما القارئ الحقيقي لا يعلم حينها هل يضحك أم يبكي ! لا فرق كبير بينهما فكلاهما يسرق بيديه بيد أن سارق الأسواق قد يظهر بأسمال بالية طويلة الأمد.. بينما السارق الافتراضي يظهر بأسمال ثقافية مهترئة لن تدوم طويلاً .. هل تخليت شكلك يومًا بهذا الحال وأنت تستعرض صفحتك المليئة بالانتهاكات الفكرية جرب عزيزي السارق وللحديث بقية !