أتمنى لكن قيادة آمنة ممتعة , وللبعض ( خيطوا بغير هالمسلة ..!!! )

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

 

احمد سليمان النجار

شبكة نادي الصحافة السعودي 

لم أكن يوماَ ضد قيادة المرأة , وكنت أعلم – يقيناً – أن السماح لها بالقيادة هو مسألة وقت لاأكثر , وأنا متيقنٌ أن حكومتنا الرشيدة – حفظها الله ورعاها – لم تتخذ هذا القرار التاريخي والهام إلا وهي متيقنةٌ من شرعيته وأهميته وإيجابياته التي ستطغى على كل سلبياته , ولكن – وهذه ليست التي تهدم ماقبلها – لكوني مهتمٌ بالأسرة والتربية والمجتمع أرغبُ في إلقاء الضوء على بعض الأمور الهامة والتي يجب أن تؤخذ في الحسبان عند التعامل مع هذا القرار ..

???? أولاً 
قيادتنا الرشيدة الحكيمة لم تنتصر لفريقٍ ضد فريق ولا لفكرٍ ضد فكر, بل انتصرت للعقل والمنطق في هذا القرار الهام .., فهذا القرار جاء ليخدم مرحلة هامة جداً تمرُ بها البلاد في ظل متغيرات قوية ووعي أكبر ومسؤولية اجتماعية للجنسين , فلا تظنُ ظانةٌ أو يظنَ ظانٌ أن بعض ماقام به بعضهن من أفعالٍ صبيانية طائشة وغير مسؤولة عندما قدن مركباتهن في تحدٍ صارخٍ وساذجٍ للقانون وللمجتمع , أو مناداة بعضهم في مقالات أو كتابات وكلمات وتعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة هو ماأجبر الحكومة على اتخاذ هذا القرار .., من يظن ذلك فهو لم يعِ بعد أبعاد هذا القرار وحيثياته , وهو كذاك الأحمق الذي قرر أن يختطف طائرة , فاقتحم مقصورة القيادة ووضع سلاحه على رأس كابتن الطائرة وقال له : اذهب بالطائرة إلى الدولة الفلانية وإلا قتلتك ..!! فقال له الكابتن : ولكن الطائرة متجهةٌ فعلاً إلى الدولة الفلانية ..!!, فسكت المختطف الأحمق برهة ثم قال للكابتن : إذن أعلن أنك متجهٌ إلى الدولة الفلانية بناءً على رغبتي ..!!  
وأنا أقول هذا الكلام : لأني أعلم يقيناً أن المطالبات السابقة بالسماح للمرأة بالقيادة كان فيها صنفان اثنان , صنفٌ يسعى – فعلاً – لمصلحة راقية وهامة , وكان يرغب في حل هذه الأزمة , ويعلم تماماً أن لامبرر شرعي لمنع المرأة من ممارسة خيارها في القيادة كاملاً , وهؤلاء هم من وافقوا توجه الدولة – حفظها الله ورعاها ..
أما الصنف الثاني فهو من نوعية الأحمق المختطف , فهؤلاء كانت مطالبتهم ضمن منظومة ضخمة من المطالبات التي سقفها التحلل والفساد والمجون بلا قيدٍ ولاشرط , وكانت قيادة المرأة جزء من هذه المنظومة , وهذا الصنف سيفاخر كثيراً بأنه انتصر وانتزع هذا القرار انتزاعاً , وسوف يشرعون في المطلب التالي من مطالب منظومتهم المدمرة بعد تحقق مطلب القيادة مباشرة – وستذكرون ماأقول لكم – ولهم جميعاً أقول : ( خيطوا بغير هالمسلة ) فالمجتمع شعباً وقيادة يعلم من أنتم وماهو توجهكم وماهي أفكاركم وأهدافكم , صحيحٌ أن القرار قد حرمَ كثيراً منكم من الاستمتاع بالمظلومية وماتستلزمها من صياح واستنكار ولطم  , ولكن مطلبكم القادم فيه مساحة كبيرة لكل ذلك فلا تحزنوا كثيراً ..!!

???? ثانياً :
ماانفك البعض لأسباب مختلفة يصور المجتمع السعودي العاقل الواعي الراقي المثقف على أنه مجتمع بدائي  شرس متوحش اندفاعي سوف يقابل كل قرار غريب عليه بوحشية وغضب شوارعي غير منضبط , وهذه صورة زرعها البعض لينصبوا أنفسهم حماةً على الفضيلة وسفراء وحيدين معتمدين – فوق العادة – لدين الله عز وجل , ونقول لكل هؤلاء : 
الشعب السعودي الذي أذهل العالم بوطنيته ووعيه وتفوقه وأخلاقه وتمسكه بدينه , سوف يتعامل مع هذا القرار الهام تعاملاً راشداً منضبطاً واعياً وحكيماً , قد تكون في البداية هناك بعض الصعوبات , ولكن الأمور في النهاية ستكون تحت سيطرة العقل السعودي الواعي الرشيد ..

???? ثالثاً :
هذا القرار ليس إجباراً للمرأة على القيادة , ولكنه خيار أُتيح للمرأة , وإن كان مازال هذا القرار مرتبطٌ بموافقة ولي الأمر ..!!
وهذا يقودنا إلى نقطتين هامتين  :
أ – في البداية لن يستفيد من هذا القرار إلا طبقة معينة من المجتمع والتي تستطيع المرأة أو ولي أمرها شراء سيارة خاصة لها , وكذلك الفئة التي ليس لديها مانع أو تحفظ على فكرة قيادة المرأة للسيارة ,  وهذا قد يُفرزُ نوعاً من الضغط النفسي على الأسر أو النساء اللاتي لسن من الطبقة والفئة السابقتين, وحتى نتجاوز هذه المنطقة لابد أن تقوم حكومتنا الرشيدة – حفظها الله ورعاها – بتوفير بدائل مناسبة وجيدة لهم , فلا بد من البدء بتوفير أماكن منفصلة للنساء ومجهزة بما يضمن خصوصيتهن وراحتهن في وسائل النقل العامة المختلفة , تستطيع فيها المرأة التي لاتستطيع أو لاترغب في القيادة أن تجد مكاناً آمناً لها دون الحاجة لاحتمال المحاذير السابقة من السائقين الذكور أو وسائل النقل التي يقودها ذكور وفيها خلوة غير شرعية كما هو في قناعتهن , وكذلك حتى يجد رب الأسرة والمرأة مبرراً نفسياً لهم إن لم يستطعوا شراء السيارة أو قيادتها , ولايجدوا أنفسهم بين وضعٍ يدفعهم دفعاً نحو قيادة المرأة كخيارٍ وحيد , وإذا قامت الحكومة بذلك فسوف تجعل – حقاً – الخيار في يد المرأة نفسها , فهي أمامها وسائل مواصلات مجهزة مأمونة تضمن لها خصوصيتها وتقضي غرضها , أو أن تقود هي سيارتها بنفسها ..
** بعض الدول المتقدمة قد شرعت فعلاً في فصل الأقسام النسائية في وسائل المواصلات عن الأقسام التي للرجال ..!!
ولكن إما أن تقودي سيارتك بنفسكِ أو احتملي ماكنتِ صابرةً عليه سابقاً قبل قرار القيادة , فهذا يحتاج إلى إعادة نظر ..!!
كما أنه لابد من تفعيل التعامل الإلكتروني في الدوائر الحكومية والذي قطعت فيه دولتنا – ولله الحمد – شوطاً بعيداً ,  ورفع الدخل العام للأسر عبر توظيف الرجال وزيادة رواتبهم , حتى لاتجد المرأة غير الراغبة في الخروج من منزلها إلا للحاجات التي ترغب الخروج إليها نفسها مضطرة للخروج قسراً  ..!!
  ب- لابد للأسر أن تفتح قنوات للحوار بينها , فهناك الكثير من الخلافات التي ستطفو على السطح بسبب عدم استطاعة الأسرة شراء سيارة للبنت أو الزوجة , وكذلك ستنشأ كثيرٌ من الخلافات بسبب شرط موافقة ولي الأمر على السماح للمرأة بقيادة السيارة , فبعض أولياء الأمور سيمنع نساءه عناداً أو استغلالاً , وبعضهم سيمنعهن لأنه يجد أن هذا الأمر لايجوز وخطأ كبير , وهذا ماسيجر الأسرة للكثير من المشاكل , وهنا لابد أن تبدأ الأسرة جادة في احتواء مثل هذه الأمور وعلاجها وتخطيها , ولن يساعدها في ذلك أحدٌ إن لم ترغب هي في مساعدة نفسها ..!!

???? رابعاً :
أسعدني كثيراً شروع دولتنا المباركة – حفظها الله ورعاها – في سن قانون حازم صارم للتحرش بكل أشكاله , وهو مطلب تمنيناه كثيراً والحمدلله على تحققه , وسوف يضمن – بإذن الله – عبور بعض أعضاء المجتمع – وهم قلة لله الحمد , وإلا فالمجتمع ولله الحمد كما كتبت في الأعلى مجتمع واعٍ وحكيم وراشد – سوف يضمن عبورهم بسلام من هذه المتغيرات القوية , وسوف يحمي المجتمع منهم ..
وكما قلت في قرار القيادة أقول في قرار التحرش ..
فمع هذا القانون نحتاج قانوناً لايقل حزماً ولاصرامةً يقف في وجه استفزاز المجتمع بالتبرج والتحلل والسفور والفساد , حتى لايستغل بعض الحمقى هذا القانون ويظنوه قد جاء لحمايتهم ,فيعيثوا في المجتمع فساداً دون رقيب ولاحسيب ..!!
ويصبح أمامك خياران لاثالث لهما :
إما أن تجلس في بيتك ( وقد قالها أحدهم من قبل ) إذا لم يعجبك الوضع , أو أن تلتزم الصمت وتخبر أطفالك الصغار دائماً أن هؤلاء على خطأ وأنهم  يعكسون تربيتهم الفاسدة وتسأل الله أن لايؤثر ذلك على أخلاقهم ..!!

???? وختاماً :
قيادات بلادنا قيادات خير وتمسك بشرع الله عز وجل , وهي تعي تماماً ماتفعل , ونحن مع قياداتنا قلباً وقالباً ونثق فيها ثقةً مطلقة .
وقرار قيادة المرأة التاريخي هذا سيكون له – بإذن الله – الكثير من المنافع الاجتماعية والاقتصادية ..

⚪ همسة لحواء :
طالبي بحقوقكِ كاملةً , ولكن دون أن يجركِ ذلك لفخ خروجكِ من أنوثتكِ التي أختصكِ الله بها , وتدخلي في عراكِ مع الرجل في دائرته التي خلقه الله مؤهلاً لها , فوالله سيأتي زمانٌ سيطالب فيه بعض النساء مراعاة أنوثتهن بنفس القوة التي كن يطالبن فيها الخروج من دائرتهن التي خلقهن الله مؤهلاتٍ لها ..!!

‼️كلمة  للبعض في القطاع الخاص :
ماسر توقيت إعلانكم في هذا الوقت تحديداً عن دمج فروع النساء مع الرجال ؟!!
هذا توجه سيء للغاية واستغلال مقيت للقرار , وننتظر من الدولة أن تحاسبكم على ذلك ..


ايمن باوجيه ايمن باوجيه
عضو سابق في الصحيفة

0  510 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة