الدمام ـ علي العبدالكريم
سَارِعِي لِلْمَجْدِ وَالْعَلْيَا .. مَجِّدِي لِخَالِقِ السَّمَاء .. وَارْفَعِ الخَفَّاقَ أَخْضَرْ .. يَحْمِلُ النُّورَ الْمُسَطَّرْ .. رَدّدِي الله أكْبَر .. ليست مجرد كلمات عابرة وإنما هي صوت أمة صار صداها يصدح في الآفاق .. يُسمع العالم أجمع كلمة المملكة العربية السعودية .. فخر الأمة .. ومهد الحضارة والدين ..
منبهرًا تابعت .. ومشدوهًا شهدت وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المملكة في زيارة تاريخية بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. ولكن السؤال لماذا تستحق الزيارة أن تزدان بوصف التاريخية .. ببساطة وإجمال سيتبعه تفصيل، لأنها ببساطة وعمق ستغير وجه الشرق الأوسط لعقود قادمة، وستُقلب موازين القوى لصالح المملكة، والتي صارت صاحبة الكلمة العليا في السياسة العالمية .. فحينما يقف رئيس أكبر دولة في العالم، ويقول عن سمو الأمير محمد بن سلمان بأنه الرجل الأقوى في العالم، ولا يوجد من يضاهي قوته، فهذا يعني أننا أمام عملاق قد أعلن عن نفسه بقوة في معادلة السياسة العالمية.
ولا أبالغ حينما أقول أن منطقتنا أمام مرحلة تاريخية عظيمة، برؤية عراب الرؤية محمد بن سلمان الذي جعل من الحلم واقعًا، وأثبت بالفعل لا بالقول أن الكلمة السعودية العربية لها وقعها في ميزان السياسة الدولية، ويخطئ من يعتقد أن ما أنجزه الأمير الشاب للمملكة يخص السعودية العظمى فقط، وإنما يفخر به كل عربي مسلم يعيش في منطقتنا.
ولم يجامل دونالد ترامب الأمير محمد بن سلمان، حينما قال أنه لا يوجد من يضاهي قوته، ولكني أزيد على ما قاله بأن الأمير هو ابن البيت السعودي الذي أسس دولة تتبوأ اليوم مكانتها بين الدول العظمى، لينشأ متشبعًا بعظمة المؤسس عبدالعزيز آل سعود، حاملًا بين ثنايا الضلوع فروسية الملك فيصل، متسلحًا بحكمة الملك الخالد خالد، مُعززًا بقوة الملك فهد، ومؤيدًا بجسارة الملك عبدالله، ومطبقًا لحلم الملك سلمان في أن تكون السعودية فخر الأمم ودرة البلدان .. تلك هي القيم التي كونت فكر وعاطفة محمد بن سلمان، مضيفًا إليها طموحه اللامحدود، وعبقريته الفذة في قيادة الأمة، إلى ما هو خير لها.
من واقع تلك الزيارة أقول أنه يتجلى لي أن ظلمتنا الحالكة قد تبددت، وأقمارنا التي ذبل ضوءها وخفت هديُها قد تجسدت من جديد في بدر تلك الأمة وأملها وحلمها الأمير محمد بن سلمان، الذي قرر أن يجلي الظلمة ويزيح الغمة، بنور العلم وقناديل العمل، وشموس الطموح التي صارت تسطع في سماء منطقتنا الجريحة، ليشكل واقعًا جديدًا عكس التيار السائد، ويرسم بالأخضر الوضاء مستقبلًا مغايرًا.
قد يظن البعض أن تلك الأسطر ما هي إلا كلمات، كتُب ما هو مثلها وأبلغ منها لحكام وقادة، من باب المجاملات أحيانًا أو التسلق أحايين، وأرد على ذلك بأنه عليك عزيزي أن تنظر إلى المشهد وتقرأه جيدًا قبل أن تسوقك أوهامك، وستجد ما تراه أمامك ليس إلا حلم .. ولكنه حلم يتحقق بالعلم والعمل، لا بالإدعاء والخطابة .. حلم خطه ورسمه ونفذه وأنجزه قائد شاب، وأمير عراب لرؤية استثنائية اسمه الأمير محمد بن سلمان
الكاتب / مصطفى عزت ـ مصر