الكاتب/ عبدالله عبدالهادي .
نبدأ قصتنا اليوم بإنسان عاش حياته من بدايتها ومسقط رأسه في هذه البلد الكريم المدينةً المنورة وعاش طفولته فيها كما عاش أبية وجدته ، إلى أن بلغ سن دخول المدرسة فى المدينة المنورة وهى السادسة من العمر ، حيث كانت الحياة في المدينة المنورة مثل بقية مدن المملكة العربية السعودية بسيطة وبدائية، فوجود الكهرباء ووسائل الترفية كان محدود جدا. وكانت الحياة بسيطة جدا، مثل البيوت المبنية من مكونات المنطقة مثل المدينة المنورة التي كانت تشتهر بالحركات البركانية وبالتربة الطينية الصالحة للزراعة فأُخذ من هذا المكونات لبناء البيوت. فكانت البيوت دافئة في الشتاء وباردة في الصيف، ولم يكان هناك وجود للمكيفات، واغلب الطرق كانت ترابية ، والتنقل كان إما على الأرجل أو بالدرجات النارية أو بالدرجات الهوائية. مع وجود نادر للسيارات لبعض طبقات المجتمع فقط . وكان النوم على سطح الدار ،وكانت الحياة تتوقف شبة كاملة من بعد العشاء ، ومن ثم تغيرت الحياة بالكامل و-لله الحمد- بدخول الكهرباء كل ارجاء المدينة وكل بيت ، ثم دخلت المكيفات الصحراوية ، وكم كانت الفرحة عارمة بدخولهما، ثم دخول التلفزيون الأبيض والإسود بدل الراديو، ومن ثم دخلت المكيفات الفريون ، وعُبدت الطرق ، واستبدلت الفوانيس التى تضئ الطرق بأعمدة الإضاءة، والبيوت أضيئت بالكهرباء بدل فوانيس الكاز ، فعاش اهالينا السابقين حياة القلة وحياة البساطة ، ومن ثم حياة التطور والحداثة التى لا بد منها ، والتى سهلت على الناس حياتهم ووسائل تنقلهم . ولكن مع هذا التطور الجميل فقدت أشياء جميلة ايضا مثل الترابط الأسرى والترابط الاجتماعى ، الذى كان لابد أن يُحافظ عليه مهما دخلت الحداثة ووسائل الترفية التى لابد منها، ولكن الحياة لا تبقى على حال ، بل في تطور أو تقهقر ، فتقدمت وسائل التطور والتقدم في الأشياء المادية وهذا لابد منه وحتمى لتقدم الحياة ، وتقهقرت النواحى الإنسانية والترابط الأسرى والمجتمعي إلا فى بعض الأسر و جلها من اتخذوا من تطور وسائل الحياة ومن وسائل الترفية المحمودة في تحسين وتطوير حياتهم المادية للأفضل وللأحسن مع بقاء الجانب الروحى والمعنوى ، محافظين على مبادئهم وأخلاقهم وربّو أبنائهم عليها، بينما البعض أخذتة مباهج الحياة وتطورها فخفت الروابط الأسرية والتواصل بينهم وخفت الروابط الاجتماعية الجميلة عندهم . وهذا يذكرنا بسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وسيرة اصحابة الكرام رضى الله عنهم عندما تربو في مدرسة النبوة على صاحبها افضل الصلاة والسلام ، ولم يتغيروا عندما فُتحت عليهم الدنيا ، وفُتحت عليهم الأمصار ودخلت عليهم وقتها حياة جديده كلية فى وسائل الحياة وتطورها . وهم من تربوا في المدرسة المحمدية على صاحبها افضل الصلاة والتسليم صل الله عليه وسلم ، بل اخذو منها المفيد وسخروها لصالحهم ولصالح دعوتهم المباركة . وكذلك الإنسان يستفيد من تطور وتحسن وسائل الحياة والترفية ويستفيد منها في خدمة بلدةً ووطنة وأرضه ودينه ... سعودى وافتخر انى سعودى ومسلم . ودائما نردد، الله ثم المليك ثم الوطن.