الخُبل المتوصي ..!!

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

الخُبل المتوصي ..!!


مما يُنسبُ ل( نابليون بونابرت ) قوله : 
" جيش من الوعول يقوده أسد ، خير من جيش من الأسود يقوده وعل  "  

فالقائد أو المدير – على اختلاف بين الوصفين عند البعض – هو – حقاً – يمثل جزءاً هاماً للغاية وسبباً لايستهان به من أسباب نجاح أي منشأة أو منظومة , صحيح أنه ودون فريق عمل مُختارٍ بعناية وبدون تخطيط جيد وحد أدنى من الإمكانات والصلاحيات , فإن القائد سيجدُ نفسه كما قال الشاعر : 
ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له ** 
إياك إياك أن تبتلَ بالماء ِ ..!!

ولأني من المؤمنين جداً بأهمية الإدارة في المرحلة التنموية الرائعة التي يقودها القائد الفذ الإنسان  الرائع محمد بن سلمان حفظه الله ورعاه , فإني سأتحدث عن بعض النماذج الإدارية الرائعة ,  وكذلك بعض التي يجب التخلص منها سريعاً, لأن أثرها التدميري المستمر يفوق – وبكثير – ماتُحققه من نتائج ..!!

وعلى رأس هذه النماذج التي يجب التخلص منها ,  ماأسميه بـ 
( الخبل المتوصي ) ..!!
ولتوصيف هذا اللقب : 
أقول -على سبيل المثال – لو أنك أعطيت خُبلاً عصا غليظة وطلبت منه الوقوف عند بابٍ ما ومنع أي أحدٍ من الدخول , فثق أنه سينفذ ذلك بدقة شديدة للغاية , ولكنه لن يفعل غير ذلك , وسوف يتسبب بالكثير من المشاكل بلا مبالاة في سبيل تحقيق المطلوب منه , وتوقع أنك أنت شخصياً لو أردت الدخول من الباب فسيمنعك ..!!

 وهذا التوصيف هو أخف أنواع ( الخبول المتوصين ) في الإدارة , فهناك من يرزحون – حرفياً – تحت كثير من العلل النفسية الدائمة أوالمؤقتة ’ يُصنفون – واقعاً – مع المرضى النفسيين , ومن المؤسف أنهم وبسبب وجودهم في مواقع يملكون معها سلطة وأدوات مُختلفة كالحق في تقييم المرؤوسين – مثلاً – وماقد يترتب عليه من تأثرهم سلباً أو إيجاباً , أو الحق في إعطائهم بعض المميزات والحقوق أو منعها , وغير ذلك مما يأتي مع الموقع الذي هم فيه .., 

فبهذه الأدوات يجد أمثال هؤلاء فرصةً سانحة جداً لممارسة مايُشعر نفسياتهم المُختلة بالرضا والراحة , فيحولون بيئة العمل إلى جحيم حقيقي , ويزرعون فيه خلافات لاتنتهي ومصاعب لاحصر لها , ويحولون – وباحترافية بالغة – أفضل العاملين معهم إلى مُحبط مستاء متذمر , مكتفٍ بالحد الأدنى من الأداء ، وهذا ينعكس بالتالي على جودة أدائه وإبداعه وتميزه وعطائه , وهذا لايهم ( الخبل ) أبداً ولايعينه في شيء , فهو لايعمل لمصلحة المكان الذي تولى إدارته , بل يعمل لإخضاع من حوله , فذلك سبيله الوحيد لشعوره بقيمته وتحقيق حاجة الرضا عن ذاته ..!!

فتجد تعامله وتقييمه ليس مبنياً على مقاييس واقعية تكشف جودة أداء العامل معه بقدر مايكون تقييمه مبنياً على قدر الخضوع له والاستسلام الكامل لنفسيته المعتلة , أياً كان أداء العامل ..!!

وهذا تحديداً ماكان يحذرُ منه ( بيتر دراكر ) أبو الإدارة الحديثة حين قال : 
" لعل الدرس الأكثر أهمية هو أن المنصب لا يعطي امتيازاً أو يمنح قوة، وإنما يـفرض مسؤولية"

ومما يزيد الطين بلة – فعلاً – هو أنه في بعض الأماكن التي تسيطر عليها عقلية سكان كوكب الكم , قد يُترك هذا النموذج يصول ويجول , بل قد يتم التغاضي عنه وحمايته وترقيته وتمكينه , وتجاهل كل الشكاوى التي تكون ضده , فهم ينظرون إليه ليس كإنسان , بل كأداة تُحقق أهدافاً داخل العمل , حتى ولو كان هذا التحقيق مؤقتاً ومحدوداً لاابداع فيه ولاتفرد ولاتميز ..!! وينظرون لتلك الشكاوى – الحقيقية – على أنها اعتراض من مجموعة لاتُريد الجدية في العمل ..!!!!

وهذا بالتحديد هو أكبر مصادر قوة الخبل المتوصي , ومايزيد تعامله فظاظة وجفافاً ووقاحة وتطاولاً  وعدم احترام  ، وهذا المصدر نفسه هو أول من سيُضحي به إن بدت حاجة لذلك ..!!

وهذا النوع من المدراء لو كان هناك قياس رضا حقيقي من العاملين تحت إدارته , لاتضح – بالفعل – حجم خطر بقائه في منصبه ولو ليوم واحد ..!!

وحتى لا أتهم بالجنوسية أو الجندرية , فإني أنقل قول البعض ( على طريقة حدثني بعض الفضلاء ..????) بأن هذا النوع قد يكون وجوده عند العنصر النسائي أكثر , وبالذات عند إدارة المرأة للمرأة ..!!
وهذا كلام مُرسل يحتاج لدليل وإثبات ..!!

ختاماً :
صحيح أن أعداد هذه النماذج قليل للغاية , وأن كثيراً من الأنظمة والإجراءات – وقبلها العقليات التي توازن بين الكم والكيف – قد استطاعت أن توجد آليات عديدة تضمن فيها – لحد كبير – صدق وثبات مقاييس التقييم , إلا أنه سيكون من الأفضل – وهذا مجرد اقتراح – أن يتم بين كل فترة وفترة :

1- قياس رضا العاملين - فعلاً - وجودة علاقتهم بالإدارة .. وربط ذلك بدرجة أداء المدير ..

2- إجراء تقييم نفسي دوري لشاغلي هذه المناصب للتأكد من قدرتهم – نفسياً – على ماتولوه من أمانات عظيمة ومواقع حساسة ..!!


الكاتب / أحمد سليمان النجار 


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  257 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة