"إنها ليست معركتك"

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

"إنها ليست معركتك"


الكاتب / محمد منصور 


المتتبِّع لِمنصَّات التَّواصل الاجْتماعيِّ يَجِد شَرِيحَة مِن الخائضين فِي غِمارِهَا يَقتَصِر دَورُهم على البحْث عن الإثارة فتجدهم يتنقَّلون بَيْن الحسابات لَيْس بَحْث عن المعْرفة أو حَتَّى تقْديمهَا بل بحْثًا عن " الأكْشن " عَبْر مَا يبثُّونه مِن تعْليقات أو كِتابة رُدُود حِديَّة مُتَطرفَة أو صَارِخة أحْيانًا ، يُعلِّقون على كُلِّ شَيْء وأيِّ شيٍّ يقع فِي طَريقِهم مُستلِين سُيوفهم فِي كُلِّ المعارك ومتطرِّقين لِكلّ المواضيع والشُّؤون طلبًا لِلظُّهور والظُّهور فقط ، وَإذَا مَا قُورْعوا بِالْعقْلانيَّة وحُوصِروا بِالْمنْطق اِتَّجهوا إِلى مُهَاجمَة الأشْخاص تَاركِين الأفْكار مِن خَلفهِم مُعْتمدون على اِسْتراتيجيَّة أُخرَى تَتَمثَّل فِي اِسْتسْهال شتم وذمُّ والنِّيل مِن أَعرَاض مُخالفيهم ، ولمحاولة فَهْم هذَا السُّلوك يُبْرِز لَنَا هُنَا مَا يُسمَّى قلق البحْث عن المكانة وَالذِي شَكَّل لَهُم هَاجِس البحْث عن الاعْتراف بِوجودهم مِن قِبل الآخرين ، ولَا يفوتنَا أنَّ بعْضهم قد وَقعُوا تَحْت ضَغْط مُتلازمة الإنْتماء العاطفيِّ لِكلٍّ مِن يظنُّون أَنَّه قد يُشكِّل لَهُم اِسْتفْزاز بِإثارته مَشاعِر بَقيَت مَكبُوتة داخلهم وَذلِك بِأطْروحات غَيْر مَقصُودة أصْلا لَكِنهَا دغْدغتْ تِلْك المكْبوتات وبالتَّالي يَخلُق لَديهِم إِحْساسًا بِاللَّذَّة تُولِّد نَتِيجَة القسْوة المنْتظرة مِن رَدَّات الفعْل المتوقَّعة مِن الآخر المسْتفزِّ . . وَهنَا تَتَمثَّل الشَّخْصيَّة " المازوخيَّة " ، وَمِن زَاوِية أُخرَى قد يُلوِّح لَنَا سبب آخر قد يَدفَع بَعضُهم لِلتَّفْتيش عن هدف نَفعِي مَحْض عِبر التَّرَبُّح بِمَا يَقُوم مِن كِتابة تعْليقات مُسْتفِزَّة قد تُؤدِّي إِلى حُصوله على عوض مادِّيٍّ مِن الآخرين نَتِيجَة لِمَا قد يَصدُر عَنهُم مِن رَدَّات فِعْل اِنْفعاليَّة تُجَاه اِسْتفْزازاته المقْصودة قد تجْرِمهَا القوانين ، هَذِه الاسْتراتيجيَّات المتَّبعة لََا يُمْكِن فَصلُها عن خلْفيَّاتهم وواقعهم المجْتمعيُّ وَظرُوف تنْشئتهم اَلتِي يُتَوقَّع أن تَكُون قَاسِية ومُحْبَطة نَتِيجَة اِحْتماليَّة تَعرضِهم لِعنْف أُسَري أو تَشربِهم أفْكارًا مُتَطرفَة وَالتِي مِن الطَّبيعيِّ أنَّ توصُّلَهم إِلى اِنغِلاق اِجْتماعيٍّ عميق سيخْلق عِنْدهم بِالضَّرورة حَالَة اِنتِقام ضِدَّ الآخر المُخالف لَهُم ، وأزْعُم أنَّ أَفضَل الطُّرق لِلتَّعامل مع هؤلاء هُو فِي تَجاهُل اِنْفعالاتهم تِلْك وَعدَم تَحقِيق رغباتهم فِي الانْجرار لِمعاركهم المُفْتعلة أو الغرق فِي أَتُون خُوارْزمياتهم الجدليَّة واللَّامنْتهيَّة وَعدَم مَنحهِم اَلفُرصة فِي اِختِلاس مخْزوننَا الطَّاقيِّ ، وَكُل هذَا لََا يَتَأتَّى إِلَّا بِالْفَهْم الحقيقيِّ لِبناهم النَّفْسيَّة وَالتِي خَلقَت مِنْهم " دُوغْمائيَّيْنِ " تعسُّفيَّيْنِ ! ! وتأْسيسًا على مَا سبق يَتضِح لَنَا أَنهُم أيْقنوا أنَّ سِرَّ بَقائِهم دائمًا يَتَمثَّل فِي خُروجِهم عن اَلنَّص أو تغْريدهم خَارِج اَلعُش وإزاء ذَلِك يَتَجلَّى لَنَا أَنَّه لَايُرجْىء شِفائِهم مِن هذَا الطَّبْع اَلذِي لْأيمْكن وَصفِه إِلَّا بِالْمشين ويَا لَلْأسف …


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  424 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة