صناعة الوهم ..

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

صناعة الوهم ..

 

أسس ( إليشا بيركينز ) شركة وأعلن أنها صَنعت عصا يمر على مواضع الألآم في جسم الإنسان حيث يفرز حرارة و يسبب شعور بالإحتراق تذهب بألآم المرضى وقد سَجلت الشركة براءة اختراع لهذا المنتج، وقد أَطلقت عليه اسم (تراكتور ) .
تمت التجربة على عدت مرضى واحدث أثراً إيجابياً لكثير ممن كانوا يتألمون وقد تخلصوا من الأمهم وغادروا الفراش ومنهم من كان يائساً من العلاج. أبَهرت هذه الظاهرة كثيرُ من الأطباء المتخصصين ولكن الطبيب جون كان له رأي أخر حيث جلب عصا خشبية عادية وخبأها داخل غلاف معدني قديم واحضر خمسة من المرضى الذي كان يباشرهم وبدأ بإجراء التجربة عليهم ، وبدأ أن أربعة من المرضى من أصل خمسة استجابوا للتحسن وبانت عليهم أعراض زوال الألم ولكي يثبت هذه التجربة استعان بأحد أصدقائه من الأطباء من مدينة بريستول لتجربة الفكرة وأيضا كانت مؤثرة ، الهدف الذي توصل إليه الطبيب جون حينها أن الاثبات في هذا التجربة هي صناعة الوهم للمرضى والعمل على تغيير قناعاتهم بطريقة مختلفة والشركات الدوائية الربحية كثير ما تلجأ إلى مثل هذه العقاقير التي نسبة الفائدة فيها لا تتجاوز 20%. لذا في القرن الماضي سعت كثير من هذه الشركات بخلق عقاقير تهتم بالإكتئاب والقلق ولكن معظمها كان وهماً دون فائدة أو تكون وقتية وأكد الكاتب (يوهان هاري) في كتابه إخفاق التواصل ، دراسات كثيرة من هذه التجارب ولك الحق بالرجوع لها. 
إن صُناع الأوهام لم تقتصر صناعتهم على من يعانون من ضعف تقدير الذات والخوف ومرضى الإكتئاب والقلق أو السلبية في الأفكار ، بل طوروا صناعتهم إلى غزو الشباب بكل ما يملكون من عتاد وقوة وبدلوا العقاقير التي فقط تسبب الوهم إلى عقاقير تستشعر الوهم كالمخدرات بأنواعها وابتكروا الفنون التسويقية لتقديمها بشكل جدا جذاب فهم يبحثون عمن يفكرون بأقصر الحلول وأسرعها لمشاكلهم الداخلية التي عززت عندهم التخلي عن حياتهم وارواحهم. إن فكرة اللعب على خيوط العواطف الرقيقة هي خطيرة جدا ؛ والجلوس مع من يبكون حرقة على مشاكلهم وآلآمهم وأن يتعاطفون معهم بكلمات جدا احتضانية وهي ( ودك ترتاح ، تبي تفك راسك ، تبي تروق ، تبي تنسى ، الخ... ) كلمات اُسميها حبالٌ شيطانية واعني الشيطان حين يحتضن العبد حتى يوقعه في الرذيلة ويتركه في وحلهَا وينظر إليه بابتسامة صفراء .
والكل يعلم أنه كلما تعقدت الحياة الاجتماعية بالتقنية وسبل التواصل الإجتماعي الجديدة كلما جَرت خلفها أمراض نفسية معقدة وجديدة وتحتاج إلى قوة ذكائية لتفكيكها، إن للأخصائيين الإجتماعيين والنفسيين القدر الأعلى والعبء الأكبر في المساهمة والمساعدة بتجاوز أفراد المجتمع هذه التحديات ، ولكون الشباب الفئة الأكثر استهدافا لها فقد استغلوها صُناع المخدرات استغلال الثعلب لخوف الشاة.
نحتاج أن نبحث عن مُحتضِن لشبابنا وخير احتضان هي برامج وتجارب توعوية تهدف إلى تقوية الذوات لدى الشباب أولا واكتشاف المهارات وتطوير الطاقات ثانيا ، ومملكتنا الحبيبة بدأت فعلا في التركيز على تفعيل المكنونات الشبابية ومنها الكثير فمجرد أن تبحث في المواقع الحكومية سوف ترى الكثير من البرامج والمبادرات التي تساعدك أنت كشاب إلى اثبات قدراتك واكتشاف مهاراتك. وبإمكانك أن تكون من صناع الواقع والتأثير في رفع المستوى العلمي والعملي والأدبي لنفسك أولا ولبلدك ثانيا فقط عليك أن توجه بوصلتك على جانب معين من جوانب العلم وسوف ترى النور منه حفظك الله وحفظ وطننا الغالي من كل الآفات.


الكاتب / إبراهيم البحراني 
كاتب وأخصائي اجتماعي
 
16/5/2023م


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  333 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة