قوي مناعتك النفسية .

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

قوي مناعتك النفسية .

 

خلال رحلتنا في هذه الحياة يُقابلنا كثير من محطات الفرح والألم، ونقابل شعور جديد في كل مرة، احيانا يكون سعيدا ومميزا كالنجاح، أو صداقة جميلة، أو الحصول على وظيفة لائقة، أو تجبرنا اقدارنا على مواجهة مشاعر لم نتخيل أننا سنعيشها يوما ما وأن نسلك طريقا لا نريد أن نسلكه، فقد نفقد عزيزاً، أو نفارق حبيباً، أو نجبر على مغادرة وطن ؛ لذلك علينا الاهتمام بتحصين أنفسنا من الإنهيار والإستسلام عند حدوث صدمات كهذه، فنحن بحاجة إلى ما يُعرف بـ "المناعة النفسية".
فما هي المناعة النفسية؟
المناعة النفسية هي قدرتنا على التمتع بالمرونة خلال رحلتنا في هذه الحياة ، وقدرتنا على التكيف مع الضغوط النفسية والاجتماعية المختلفة، كما أنها قدرتنا على تَقَبّلها وتجاوزها دون أن نسمح لها بأن تُصيبنا بالحزن أو الاكتئاب، من خلال تغيير طريقة التفكير وضبط الانفعالات والتركيز على الحلول بدلا من التركيز على المشكلات وايضا تقبل الفشل والتجارب السلبية والنظر إليها على أنَّها جزء من رحلتنا في الحياة ؛ حيث أن المناعة النفسية  تجعلك قادرا على التفكير المنطقي ، والصبر والرضا والتفاؤل، والمقاومة في ظل الأزمات ورفض مشاعر الغضب والسخط والاستياء والعجز والهزيمة.

 فالمناعة النفسية لا تقل أهمية عن المناعة الجسدية، فمثل ما هو مطلوب منا أن نهتم بصحتنا وممارسة الرياضة واتباعنا للنظام الغذائي الصحي للتمتع بجهاز مناعي قوي يقاوم الأمراض العضوية ويحمي أجسادنا، يجب علينا أيضا الاهتمام بتعزيز المناعة النفسية، فهي خط الدفاع الذي يحارب الاضطرابات والصدمات النفسية؛ فكلما كانت المناعة النفسية قوية، كلما قل حدوث الأمراض النفسية، وكلما قلت الأمراض النفسية قلت الأمراض العضوية، حيث أن كثير من الأمراض النفسية قد تؤدي إلى أمراض عضوية والكثير من الأمراض العضوية سببها أمراض نفسية في الأصل.
فهل هناك انواع من المناعة النفسية وهل يوجد عوامل تؤثر فيها؟ هناك ثلاثة أنواع للمناعة النفسية:
 المناعة النفسية الطبيعية و هي المناعة الموجودة عند الإنسان بالفطرة وهي أقل حد من المناعة التي نحتاج إليها لكي نستطيع الإستمرار في الحياة، والمناعة المكتسبة الطبيعية فهي مناعة نفسية مكتسبة طبيعيا و يكتسبها الإنسان من الخبرات والمهارات التي قابلته وواجهته في التجارب والأزمات السابقة.
وهناك أيضا مناعة نفسية مكتسبة صناعيا، وهي كاللقاح الذي نحقنه عمداً في الجسم للوقاية من جرثومة ما، وهذه المناعة نحن من نعمل على تقويتها وتنشيطها.
 فكل ما يحدث في حياة الإنسان يمكن أن يؤثر في مناعته النفسية وهناك كثير من العوامل المؤثرة فيها منهم العوامل البيولوجية و الوراثية، وايضا البيئة والظروف العائلية التي يعيش فيها الإنسان، كما أن التعرض للصدمات العاطفية و عدم وجود الأصدقاء، والمعاناة من الوحدة، أو الفشل في الدراسة أو العمل، أوإدمان التدخين والكحول والمخدرات، كل هذه العوامل التي تؤثر وبشكل كبير جدا على المناعة النفسية.
فيمكنك الوصول إلى المناعة النفسية القوية من خلال اتباع بعض الخطوات المفيدة لصحتك النفسية، وأول خطوة في طريق تقوية مناعتك النفسية هي أن ترضى عن نفسك وعن حياتك، ولا تُقارن نفسك بالآخرين . كما أن ابتعادك عن جلد الذات هو معزز قوي للمناعة النفسية ؛ وهذا يحدث بتقبلك الفشل أو الخطأ، وعدم جلد الذات بل بالتركيز على الدروس المستفادة من الفشل، فكما يجب علينا الانتباه لما نضعه في فمنا من طعام يجب الانتباه ايضا لما نضعه في ذهننا من أفكار؛ وهذا لأن العقل الباطن يتبنى أفكارنا، ويترجمها لأفعال، كما أن الحرص على مرافقة الأشخاص الإيجابيين والمندفعين للحياة بتفاؤل وطاقة يحفزك ويشجعك على الإنجاز فالطاقة الإيجابية تساعدك دوماً على التقدم.
كما أنه عليك تخصيص خلوة يومية لنفسك، وتقم باختيار مكان هادئ وتجلس فيه وحدك وتسترخي وتتخلص من أي مشاعر سلبية حدثت لك في يومك، بالإضافة إلى الابتعاد عن كل مصدر من مصادر بث الطاقة السلبية أو مجرد سبب في القلق، سواء كانت أشخاص أو عمل تمارسه أو حتى نشرة أخبار فعليك أن تجعل لعقلك سلة مهملات لتتخلص فيها من كل ما يزعجك، و لعدم اهتمامك لما يقوله الآخرون عنك أثر كبير على مناعتك النفسية، فكن مكتملاً بنفسك ولا تستمد قيمتك منهم .


الكاتب / طارق محمود نواب

اعلامي بشبكة نادي الصحافة


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  510 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة