انا من هناك بقلم رضوان عبد الله

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

شبكة نادي الصحافة السعودي - مكتب لبنان - سارة عبد الله 

انا من هناك...من فلسطين الحبيبة ... و اعتز بجذوري اﻻبية..قريتي جزء من كياني والساكن داخل قلبي و عقلي وروحي...
على بياراتها ولدت و نشأت و ترعرعت جدودي ؛ وتنشقت عبق اﻻيمان بالفرج...فسميت ام الفرج..
هي احدى قرى قضاء عكا؛ يجاوروها ( الوادي المفشوخ )؛ هكذا هي تسميته؛ وتقع على كتفه الجنوبي و هو نبع ونهر جاري شتاءا و يجف صيفا كما اكد لي والدي اطال الله بعمره؛...
ام الفرج ؛ المرتفعة عن سطح البحر فقط 25 مترا و على بعد خمسة اكيال فقط من مصب الوادي المفشوخ في البحر المتوسط ؛ المشطط على اسوار مدينة عكا التاريخية بشموخها ضد المحتلين الدخﻻء.
   هجر معظم اهلها ؛الذين كانوا يتجاوزون ال800 شخصا بقليل، الى اقرب بلد عربي مجاور لشمال فلسطين؛ الى لبنان؛ فسكنوا مؤقتا في جوار مدينة صور ؛ العريقة بعراقة اهلها الكرام المضيافين .و هي اﻻقرب جغرافيا الى الحدود كي يعودوا خﻻل اسبوع كما وعدهم جيش اﻻنقاذ العربي؛ و ها هو العام ال69 من عمر شعبنا خارج وطنه ،اعواما مضوا و لم يعد اهل قريتنا.....وﻻ اي عائلة من عوائلها المنتشرين في النتافي للقريبة و البعيدة من حدود الوطن والموزعين ما بين ((سالم و الخواص و العريض وديب او الستيتي كما هم معروفون عموما بهذا اﻻسم ؛ اضافة الى عائﻻت جبر و حسين و القط و الحاج علي و الحاج موسى وحصرمي وبديوي و  زمزم و عبد الله ؛ و هي العائلة التي انتسب الى شجرتها الفلسطينية الشامخة بشموخ الزيتون الفلسطيني؛ وايضا اليها تنتسب عائلة عبد العال بشقه الفرجاوي ؛ فهذه العائلة الكريمة لها جناح بجذور غبساوية ايضا- نسبة الى بلدة الغابسية )))؛و يسكنون مع الجناح اﻻول و في نفس المخيم ؛ ان مان في البص؛او في الرشيدية.
   و قليل من اهالي قريتنا؛التي تشتهر بالفواكه و الحمضيات و الزيتون و الخضار؛نزحوا الى داخل الوطن المحتل ؛ الى غير قرية ؛ و لم يسمح لهم بالعودة رغم صدور قرار حق العودة و الذي كان طازجا و لم تجف احرف كلماته بعد .
   و قلة من العائﻻت ؛ هجرت الى سوريا الشقيق اﻻخر لفلسطين ؛عبر الشمال الشرقي في لبنان حيث ضاعت السبل فيهم ؛ و هم من ال سالم ؛ حتى وصلوا الى مشارف حلب الشهباء.
اقيمت على انقاضه تلك المغتصبة الصهيونية المسماة ((بن عمي)) كنا ورد في معحم البلدان لشراب؛ و هي عبارة عن مزرعة لكنها؛رغم خضرة اشجار اﻻفوكاتو فيها؛ اﻻ انها تلوث طهارة ارض اﻻباء واﻻجداد ؛و الذي كان احدهم اخ لجدي و الشهير بعبد الفتاح حسين؛ وهو احد جرحى معارك ثورة القسام الشهيرة و قد جرح اثناءها وتم نقله الى لبنان من قبل اشقائه الثوار ولكن الموت كان اسرع من ان يعيش...فمات شهيدا و دفن في مقبرة صيدا في جنوب لبنان.

   الهجرة لم تغيرنا سلبا بل زادتنا تمسكا بارضنا و بوطننا ، ولم ينس الصغر رغم مغادرة معظم الكبار هذه الدنيا الى دنيا افضل و احسن و هي عند الباري الاكرم ، فالاجيال ازدادت ابداعا وهذا ما نراه من ابداعات رغم بعد المسافات ، ابداع متنوع ، فها هو ابراهيم رضوان عبد الله يتم تكريمه كاصغر مصور صحفي فلسطيني في لبنان ، بالمقابل يتم تكريم نادية اسماعيل عبد الله بسبب نجاحها و تفوقها في العالم الغربي في احدى ولايات امريكا ....فالشتات لن يهزمنا بل انه يعلمنا الدرس الاقوى ان نبقى متمسكين بالوطن و السلاح الاقوى الا وهو العلم . فلا اهل ناديا في غرب الارض تركوها دون علم و دون تربية ودون اهتمام ، والا كيف حققت التفوق وعلى لوائح الشرف ، و لا اهل ابراهيم تركوه دون الاهتمام بموهبته و بهواياته ،اضافة الى تعليمه طبعا ، فكان لهما تكريمين منفصلين و بسببين مختلفين و في مكانين عن فلسطين مغتربين .
   لم تعد معالم القرية موجودة؛ و ﻻ من معالم ﻻي اثر بنائي اﻻ حجارة قليلة تغطيها اعشاب الزمن و الهجران؛ حتى المدرسة المتواضعة و المسجد الوحيد تم دمرها الحقد الصهبوني اﻻعمى بعد ان فرض على اهلها الهجرة و اللجوء.
   ام الفرج...انا منك وساعود اليك...هذا هو عهدنا.. لك ...شهداؤنا اﻻبرار و الذي امتشقوا سﻻح الثورة و النضال و سقطوا على درب جلجلة المسيح؛عليه السﻻم الفدائي اﻻول ، اولئك الشهداء ومن كل العائﻻت فداك ؛ و دمنا يرخص من اجلك...و ان لم نعد نحن فسيشرب ابناؤنا من الماء الطهور للنبع المفشوخ ومن بركتي الفوارة و التل اللتين كانتا تروينا بمائهما العذب ؛ و الذي اكرمنا الباري نحن وقرية المزرعة و قرية النهر الحاضنة للبركتين ؛ كما ورد على لسان مصطفى الدباغ في كتاب معجم بلدان فلسطين؛ لمصنفه نحمد شراب؛وانعم على باقي القرى المجاورة بان فجر لنا نبعا مجاورا و بركتين عذبتي المياه و نهرا يﻻعب بمائه اللطيفة الخفيفة السريان ؛احفاد عصافير وطيور لن تهجر او تترك الوطن و ﻻ زالت تضع بيضها و تناسل على اغصان اشجار حتى لو كانت مزروعة غصبا بمغتصبة زرعت غصبا ليقولوا بكل تحد...نحن عصافير ام الفرج...نحن هنا حتى لو كان اهلنا هناك...وهذا لسان حال ابراهيم و ناديا حين يظهر تفوقهما على ارض خارج فلسطين ويهدون ذلك التفوق الى الوطن الغالي لحين العودة و الاقامة الدائمة فيه باذن الله ....فعصافير الوطن تتناغم مع عصافيره الذين هم خارج الوطن مكونين سيمفونية متكاملة لحين العودة والاستقلال.


رضوان  عبد الله رضوان عبد الله
محرر صحفي

رضوان عبد الله مدير النشر بشبكة نادي الصحافة السعودي كاتب وباحث واعلامي فلسطيني مقيم في لبنان رئيس الهيئة التنفيذية للاتحاد العام للاعلاميين العرب منذ سبتمبر الـ 2013 ========================== • اجازة بالاداب واللغة الانكليزية من الجامعة اللبنانية 1993 . • حائز على دبلوم برمجة كومبيوتر عام 1985 • حائز على دبلوم تجارة و محاسبة عام 1986 • حائز على دبلوم على المناهج الحديثة ( اللغة الانكليزية ) من وزارة التربية و التعليم اللبنانية عام 2000 • حائز على دبلوم بالثقافة البدنية / أكاديمية

0  692 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة