هل نجحت المملكة في إدارة أزمة ؟

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

       سلسلة العالم يسقط امام حكمة وانسانية المملكة 3


الكاتب - بروفيسور/ محمد احمد بصنوي 


 هل نجحت المملكة في إدارة أزمة  ؟


 منذ بداية أزمة كورونا، وهناك حالة هيستيرية يعيشها العالم، يستشعر بها أي متابع للأخبار، فهناك اعداد  إصابات بالملايين، وفيات بالآلاف، ورغم وصول هذا الوباء الى المملكة، فإن المواطن  يعيش مطمئن لا يستشعر الخوف، وهذا بفضل الله اولا وآخرا ثم للإدارة  الحكيمة لملك الإنسانية سلمان بن عبد العزيز وولي عهده والحكومة الرشيدة . 

 إن المملكة العربية السعودية كانت من أوائل الدول التي تعاملت مع جائحة فيروس كورونا"كوفيد19" بمنتهى الشفافية والدقة، حرصًا على سلامة المواطنين والمقيمين على حد سواء، ولم يكن تعاملها في هذه الازمة وقتيًا أو عشوائيًا، بل كانت مستعدة للتصدي لهذه الأزمة منذ ظهور الفيروس في مدينة ووهان الصينية، حيث  قامت الدولة بمراقبة الوضع عن قرب، وقامت بتسخير جهود كافة قطاعات الدولة المدنية والعسكرية لمواجهة هذا الوباء، فلم تتوانى بلادنا الغالية عن اتخاذ كافة الاجراءات  أيًا كانت  بغض النظر على التكاليف الاقتصادية، مستفيدة من تجارب الدول التي سبقتها، ومن تجاربها الفريدة في ادارة الحشود القادمة من كافة أنحاء العالم  في موسمي الحج والعمرة ، وما يصاحبها من أزمات خاصة  في الجانب الصحي والامني ، وكانت بلادنا تعلن كل عام خلو  موسم الحج من الأوبئة، وهذا ساعدها  على ادارة هذه الأزمة بشكل موفق للغاية. 

 إن اجراءات المملكة مع أزمة كورونا كانت استباقية، ولم تكن ردة فعل، وجاءت متدرجة تتناسب مع كل مرحلة،  فبدأت هذه الاجراءات  بمنع التجمعات في الأماكن العامة، ثم اغلاق المطاعم ، واقتصار دورها على تقديم الأطعمة للمواطنين في الخارج فقط، وتعليق الدراسة، وإغلاق المراكز التجارية عدا منافذ السلع الغذائية، والصيدليات، واغلاق المطارات،  ووضع القادمين  من الخارج في الحجر الصحي لمدة 14 يوما حفاظًا على صحتهم ، وصحة المواطنين في الداخل، وإيقاف تصدير المنتجات الطبية والمخبرية المستخدمة للكشف أو الوقاية من مرض "كورونا" عبر المنافذ الجمركية، مرورًا بإغلاق المساجد عدا الحرمين الشريفين بعد اتخاذ اجراءات تحد من انتشار الفيروس، وصولاً إلى حظر التجول .

  إن احترافية المملكة في ادارة أزمة كورونا وتطبيق الحظر، لم تشعر المواطن بالأزمة التي شعر بها المواطن الأوروبي، فمن منا ذهب إلى السوبر ماركت بحثَا عن سلعه ولم يجدها  مثلما حدث في  أوروبا، فإدارة المملكة لهذا الأزمة  أثبتت أن  المملكة تفوقت على الكثير من الدول المتقدمة والكبرى التي كان ينظر إليها بإعجاب مثل أمريكا وإيطاليا وإسبانيا، هذه الدول الآن تطلب معونات طبية من الخارج، هذه الدول  التي كان ينظر إليها على أنها دول متقدمة، وكان يسعى البعض لشراء منزلًا فيها بحثًا عن الأمان عند حدوث  الأزمات،  وقفت عاجزة أمام هذه الأزمة، وبعض المصابين بفيروس كورونا لم يجدوا أسٌرة لتلقي العلاج مثلما حدث في إيطاليا، هؤلاء المواطنين الذين سافروا في الخارج من أجل البحث عن الأمن، عندما بدأت هذه الأزمة فروًا إلى المملكة بلد الأمن والأمان،  وتركوا منازلهم  التي سعوا كثيرًا لشرائها في الخارج، وللتأكيد على نجاح بلادنا في إدارة هذه الأزمة بنجاح ، سأستشهد بما نشرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، حيث قالت فيه إن ‏السعودية تطبق أقصى درجات "الحذر" من كورونا. ووصفت الإجراءات السعودية بأنها يمكن أن تدرس في كيفية كبح ‏تفشي الفيروس، خاصة وأنه مستفحل في دول مجاورة ، ‏وهو ما يجعلها تشعر بالقلق البالغ من إمكانية وصوله إلى البلاد.

وعلى الرغم من الانخفاض الحاد في عائدات الدولة مع التراجع الكبير في أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات طويلة، قامت المملكة  باستضافة العائدين من الخارج في منشآت تشمل "أرقى الفنادق" حيث حجزت 11 ألف غرفة حول المملكة قد تم تجهيزها لحجر السعوديين الذين تقطعت بهم السبل في الخارج ومن المتوقع أن يعودوا إلى المملكة"، وحرصت على التوزيع الجغرافي لهذه المنشئات، فتم حجز ما يقرب من 1900 غرفة في الفنادق والمنشآت السياحية الأخرى في الرياض لحالات الحجر الصحي، إلى جانب أكثر من 2800 في مكة المكرمة و1900 أخرى في المنطقة الشرقية، ووفقا لمدرب كرة القدم السعودي عبد الحكيم التويجري، فإنّ تجربته في الحجر الصحي في مكة بعد عودته مع فريقه من معسكر تدريب في برشلونة "تتفوّق على أي فندق خمس نجوم في أوروبا".

 ومن ضمن الإجراءات التي لاقت اشادة كبيرة من مختلف المواطنين هي اطلاق خدمة توصيل الأدوية لمنازل المرضى بلا مقابل، حيث وقعت وزارة الصحة مذكرة تفاهم مع البريد السعودي بهدف توصيل الأدوية لمنازل مرضى بعض المستشفيات, ضمن إجراءات الاحترازية التي تقوم بها الصحة للوقاية من فيروس كورونا الجديد (كوفيد 19 ) ومنع انتشاره، وتُستلم الأدوية من قبل البريد السعودي في الأوقات المحددة وتسليمها إلى المرضى، بإخطار كل مريض برسالة جوال تحوي رقم التحقق الذي يستخدم لإثبات الاستلام وإغلاق الإرسالية.

وإذا أردت أن تعلم مدى نجاح المملكة في مواجهة هذا الفيروس، فلك أن تطلع على الوضع في أوروبا وأمريكا قبل اطلاعك على الوضع في بلادنا، فعلى سبيل المثال بلغت عدد الوفيات في إيطاليا لـ30911 حالة، وعدد الإصابات 221216 حسب وكالة رويترز، أما  بريطانيا فبلغ عدد الوفيات لـ33.186 حالة، وعدد الإصابات فبلغ لـ230 الف حالة، أما عن أمريكا فبلغ عدد الوفيات لـ1.4 مليون حالة مؤكدة، وحالات الوفاة 83.115،  أما  عن عدد الإصابات في بلادنا الحبيبة فوصل  حتى هذه اللحظة  لـ 44830، لكن عدد المتعافين بفضل توفير المعدات والأدوية أدى لشفاء 17622 نسبة المتعافين لـ40% من أجمالي عدد الإصابات، ومعدلات الوفاة لم تزيد عن 273 حالة، وبذلك تسجل المملكة أدنى معدلات الوفيات بفضل الله ثم الإجراءات الاحترازية واتباع السلوكيات الصحية.

  وفي ظل هذه الجائحة العالمية، التي لم ترحم دول العالم سواء كانت  دولاً نامية أو متقدمة، لم تكتفي بلادنا بتطبيق  الاجراءات الاحترافية على قدر عال من الاحترافية، بل عملت على توحيد الجهود العالمية لمكافحة هذا الوباء على المستوى العالمي، من خلال إجراء اتصالات مستمرة مع دول مجموعة  العشرين، مستغلة في ذلك رئاستها هذا العام للمجموعة، لعقد اجتماع قمة استثنائية لمواجهة هذه الأزمة الصحية العالمية التي أدت لأضرار فادحة  على المستوى الصحي والاقتصادي والسياسي عالميًا ، إن ما قامت به المملكة من جهود في  مكافحة هذا الوباء ، يؤكد أنها فاعل هام على المستوى العالمي، وبأنها لا تقع على الهامش، وهي هنا لم تنغلق على ذاتها بل ساهمت عالميًا لصالح الإنسانية، دون النظر لدين أو عرق أو مذهب وهذا هو نهج الكبار دائمًا.

 وأخيرًا وليس آخرًا، فيظل المواطن في بلادي مطمئن بحكمة القيادة الرشيدة في إدارة هذه الأزمة، وبفضل الإجراءات الاحترازية التي قامت بتطبيقها، لتثبت المملكة من جديد بأنها قادرة على مواجهة أي ازمة سواء كانت صحية أو سياسية أو اقتصادية، ومتحدية الصعوبات التي لم تستطيع أن تواجهها الدول الكبرى واعلنت استسلامها.


الكاتب :أ.د محمد احمد بصنوي


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  584 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة