صُحبة

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
جنتان من جنان الدنيا تحيط بالطريق الذي نسير عليه عن اليمين وعن اليسار، المساحة الخضراء هوّنتْ علينا طول الطريق، قدمي الخفيفة تثاقلتْ حتى لاتصبّ جام سرعتها على الطريق، الخضرة الممتدة في الربيع المزهر دعتنا لنحلق بأبصارنا نحو أقصى نهاية، قلتُ للرفيق الرقيق ونحن نستروح أزهار الربيع : الجهة الغربية عليك والجهة الشرقية عليّ، لم تفهم قصدي، دعوتها لعدّ الزهور الخضراء عن اليمين، وسأقوم بنفس الدور عن اليسار، قالت :هل أصابك الجنون؟ هل يستطيع عاقل أن يحصي كل هذه المساحات؟ قلتُ لها اثنين : أنا وأنت، ابتسمتْ وصدقتْ مزاحي، نزلتْ مسرعة كي تخوض تجربة فريدة من العدّ ، فعلتُ مثلها كي أرى أين تقف، لم تلبثٰ غير وقت قصير لتعود ومعها بعض الأزهار البرية الرائعة الشذى، عدنا وكل واحد أخذ مكانه، أحصينا الزهور، وجدناها تقترب من العمر الذي جمَعَنا، شعرْنا أننا ولدنا من جديد، قلتُ لها : هل نواصل السير نحو وجهتنا أم نكتفي؟ اقترحتْ أن نعكس وُجهتنا ونتبادل المسير؛ هي تأخذ جهتي وأنا آخذ جهتها، تنفستْ وهي تشعر بالإعياء بعد يوم مختلف، قلتُ لاعليك هذا يومٌ لانريد أن نخضع أنفسنا فيه لأصفاد أو قيود، صدقتْ وفعلت، فعلتُ مثلها، جمعنا زهور الربيع من على جانبي الطريق، عدنا إلى البيت والمساحة الواسعة تنتظرنا، بدأنا نحفر بأيدينا الأرض ونزرع الزهور في الفناء الذي ملأناه طوال عمرنا ركضا، كانت تذهب ناحية اليمين ونحو اليسار، كنتُ أفعل مثلها مع الزهور كي لا أظلمها. الكاتب / محمد الرياني


جمعه الخياط جمعه الخياط
المدير العام

مدير الدعم الفني

0  407 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة