مدائن الاخضرار تنبع من الرّوح أولًا

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
في إشراق الصباحات تنمو سُنبلة، في المغيب تهدأُ عيْن، في مرور الأيّام علامة وحدَث، في الأسبوع تتمُّ مهمّة، في الشهر يبتسمُ إنجاز،ثمّ يأتي العام وارفًا وافرًا وتُقبل الترانيم مُذعنة وصول ورقة التقويم إلى لونها الأخضر، يوم ذكرى توحيد البلاد، تتأجج المشاعر وتكتسي الأماكن حُلل الفخر،تتدفق الكلمات بجمال بارع، ولا يكادُ يعود إليك الصدى بغير كلمة وطن، فماذا نعرف عن الوطن؟ أنعرف منه عبق الذكرى في كل عام؟ أنتلوه في يومٍ وحيد؟ أنصف اخضراره في ورقة تقويمٍ واحدة ؟ لا شكّ أن الاعتزاز ليس بمجرّد رداء الجسد، والانتماء ليس بترديد النّشيد فحسب وإن كانت هذه المناظر جميلة وهّاجة إلّا أنّ صدقها في تحقيق الولاء الحقيقي للوطن من خلال استثمار الفرد لقدراته والارتقاء بذاته والمواظبة على التعلّم والانتفاع وزرع البذور في الأرض والعقول، على الفرد أن يشكر دفء أرضه بمعرفة تاريخها المجيد، عليه أن يستشعر تقدّم بلاده في حاضرٍ يعيشه، عليه أن يُساهم في تكوين المستقبل الذي لا بد أن يكون عظيًما، الفرد مع الفرد اثنان والاثنان مع الفرد جماعة ، وكل جماعة قادرة على أن تُنير بُقعة ، وهذا مُراد الوطن الزاخر بالهِمم المشتعلة، الساعي نحو أعالي القمم الوطن الذي أيقظ الإرادات الحقّة بفرص الإتاحة والتشجيع ، الوطن الذي سعى لنيل أبنائه ما يستحقون فهُنا المرأة ما برحت تحتفي باستحقاقاتها، الوطن الذي لم يكن مساحة جغرافية لعدد مخصوص من الناس، وإنما اتّساع ، ولم يكن خيره محدودًا في داخله وإنّما سخاء، الوطن الذي لا تُحصي محاسنه السطور كيف لا وقد تصدّى لعداه حتى لا تُشاك أرضه، ووقف صامدًا في وجه المحن مُبعدًا محاولات زعزعة أمنه،متصلًا بالله وحده فنعم المولى ونعم النصير، أتعود ذكرى توحيده القادمة ونحن في ذات المكان أم أننا سنزداد علوًّا؟ كم سيكون نصيب النور منّا؟ قلم/روان الحجوري.


امجاد الرجبي امجاد الرجبي
محرر صحفي

نائب رئيس التحرير بالمدينة المنورة

0  618 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة