المفكر والمجتهد

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

المفكر والمجتهد


هما كلمتان قريبتان من بعضهما سنذكر في حديثنا ميزات كل منهما ليتعرف القارئ عليهما رغم انهما كلاهما شخصيتان ايجابيتان لكن شتان مابينهما في الوصف ..
المجتهد:  هو انسان مميز جاد عملي مخلص لعمله لايتردد في خدمة كل من يلجأ له أو يحتاجه لا يتعب من الخدمات التي يقدمها سواء مدفوعة الأجر أو مجانية، يذلل الصعاب في عمله يهتم بفريق العمل الذي يعمل معه ويشيد بهم ويعتبرهم هم سبب نجاحه وتفوقه ، يحارب الروتين ويستخدم كافة صلاحياته وسلطاته ويكسر النظام احيانا لو هناك خدمة ممكن أن يقدمها لأحد دون ضرر على الغير يتعامل بأريحية مع الجميع ، يتنازل احيانا عن حقوقه لغيره محبة فيهم ورغبة في كسب الأجر والثواب ويتغاضى عن من يفتعل له المشاكل ويتودد له احيانا بخدمة جديدة له وكسبا للأجر والثواب ليُغير نمط حقده وكرهه ومعاملته السيئة قريب جدا من عائلته واصدقاءه واحبابه يقدم لهم خدمات جليلة ويسعد بتقديمها دون منّ بل مغبة الأجر من الله سبحانه وتعالى.. وله الكثير والكثير من المزايا الايجابية ..وفي كلمتين انسان ايجابي وناجح ولا يكل أو يمل يبحث دائما عن المزيد من النجاح .

أما المفكر ؛ فهو يحمل من سمات رجل العلاقات العامة الكثير ودائما ما يوقر ويقدر ويحترم من يتقابل معهم أو يعمل معهم ، هو شخصية فذة يتمتع بكل المزايا السابقة للمجتهد ويزيد عنها أنه يستمتع بدراسة البشر والتعرف على صفاتهم المشتركة والاختلافات بينهم ويتعرف على اسبابها الاثنين ويدرس حالات ما يقع امامه من مخلوقات الله ويتأملها ويتأمل الايجابيات فيها ويحاول دائما من خلال استخدام عقله بشكل كبير من التعرف على الشخصيات الانسانية في البشر التي منها من تتشابه لحد كبير ومنها من تختلف بنفس المسافة ويبحث مميزات كل منها والوقوف أمام السلبيات وإيجاد حلول لتحويلها لإيجابيات والاستمتاع والانصات للمشاكل التي تقع بين البشر ليبحث عن حلول مرضية ترضي الطرفين وينجح في تقريب وجهات النظر ..

من تأملاته في الصعوبات التي تواجه البشر وتوقعهم في المشاكل والتعب والأرق فيبحث عن ما يريح الانسان ويعالج السلبيات الموجودة فيهم .. لا يتوقف عن التفكير في مجتمعه محاولا اكتشاف اماكن الضعف لتقويتها ، يفكر  ويبتكر نظريات جديدة وحديثة تعالج السلبيات والمشاكل التي لا علاج لها لفترة من الزمن ويعجز غيره عن ايجاد حلول لها بسبب الروتين الذي يعيش فيه المجتمع العربي.. البغبغان الذي لم يتربَ على التفكير والاستنتاج بل تربى على الأخذ بالمسلمات .. وفي مدارسنا الابتدائية بدلا من طرح اسم شمس وترك الطفل ليعبر بطريقته للتعريف فيها ومعرفة مميزاتها ووو يفعل العكس ويعطي الطفل كافة المعلومات عنها ليحفظها ويرددها كالبغبغان دون أي تشغيل لعقله الذي وهبنا اياه الله لنفكر فيه ونتدبر دون  مخلوقاته سبحانه وتعالى ..فنشأت اجيالنا جيل يتبع جيل بنفس الطريقة .. جيل لا يفكر .. لا يبتكر .. لا يبدع .. لا يصنع .. لا ينتج .. بل جيل يستهلك فقط .. واصبح معظم مجتمعنا يسير على نفس السياق فقط نستهلك دون أي انتاج فتفوّق الغرب الذي يفكر ويجتهد ويبدع ويبتكر بكافة المنتجات التي نستخدمها ونستهلكها كالطائرة والباخرة والسيارة والثلاجة والغسالة والبوتجاز والمكوى وووو حتى الشماغ والثوب والسروال والفانيلنة والحذاء الذي نلبسهم مستوردة وغير مصنعة ..وصولا إلى الاعلام الجديد الانترنت والكمبيوترات والجوالات أيضا تُنتج في امريكا و الغرب ونحن فقط ندفع لهم الملايين والمليارات من اجل شراء تلك المنتجات واستهلاكها .. لذا اصبحنا أُمة ضعيفة تابعة لا نملك زمام  امورنا .. ولا نستطيع الدفاع عن انفسنا لأنه حتى السلاح الذي نستخدمه في ذلك هو أيضا ليس من صناعاتنا .. فهم يجنون المليارات من بيعنا منتجاتهم ويبيعوننا السلاح فقط لاستهلاكه لنضرب به بعضنا البعض ولكن عندما نفكر في توجيهه لهم لو تعدوا علينا أو على كرامتنا توقف خدمات هذا السلاح.. لنظل نحتاجهم حتى في اقل القليل من احتياجاتنا .. 
ولو فسحنا المجال لشراء عقول مفكرينا بإتاحة الفرصة لهم في مجتمعاتنا العربية لترجمة افكارهم لوقائع ونقوم بتنفيذها  لاصبحنا قوة فكرية عظيمة وقوة انتاج عظيمة واقتصاد يوازي الاقتصادات العالمية .. لكن ما نقوم هو تجاهل عقول مفكرينا وتركهم للغرب ليستخدمهم ويعطونهم المجال للابداع والانتاج والتصنيع والتفوق وسلب عقول علمائنا وأيضا الحصول على ملياراتنا من الاموال .. 
ختاما سؤال اوجه لمن يهمه الأمر متى نستيقظ ونعطي المفكر حقه لتتحول بلادنا العربية والاسلامية. إلى بلاد صناعية منتجة بعقول  وسواعد ابنائها ؟ بدلا من توظيف ابنائنا بائعين في المولات ومحلات العطورات والنظارات وغيرها .. ويبقى حالنا كما هو نستجدى من الامريكان والغرب مأكلنا ومشربنا وعلاجنا وسلاحنا حتى ملابسنا الداخلية ..والله المستعان ..اللهم أني بلغت اللهم فاشهد ..

المفكر ..جمعه الخياط


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

المالكة ومدير عام ورئيس تحرير صحيفة شبكة الصحافة للنشر الالكتروني - مدير عام المنابر التعليمية والتربوية بالشبكة

0  394 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة