من على السرير الأبيض

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر

الكاتب/ مبارك محمد القحطاني

تاهت الأفكار وضاع الكلام في زحمة أحلام اليقظة فكان الحلم الوردي شبه أمل تتشبث به في عالم الخيال لدرجة أنها تكسرت العبرات والزفرات في ضمير أصبحت تلعب به رياح الأمل وعواصف الواقع المر الذي يعيشه إنسان أشبه بتاريخ مقفر من السطور وخاوي من معاني الأحرف الهجائية في ثنايا الصفحات فلقد تساقطت الأحرف تحت مبضع الجراح ويد الممرض على السرير الأبيض فلقد كانت تجربة قاسية لم تتحملها عضلة القلب فكادت تودي بحياتي بجلطه وذبحة صدرية قوية لولا عناية ولطف الله الخفي وبعد أن تاهت الكلمات على الشفاه أصبحت ذابلة من الألم والمرض المفاجئ فكان الجراح يتكلم بصوت مسموع ولكن ألم المرض لم يكن يتركني أسمع الطبيب يوصي بنقلي سريعا إلي الجناح وإجراء العملية لكي ينقذ قلبا اتعبته آهات السنين وسهر الليالي وصبراً على جراح الأمل المفقود في بعض الأحبة الجاحدين فكانت النتيجة مقص ومبضع الجراح في عملها ليستقيم القلب على صباح جديد وأمل يطوى جراحات الماضي العتيد العنيد ويفيق على ذكريات جميلة تحاول السنين العجاف محوها من الذاكرة وتصبح في عداد المنسي وكنت أود أن يتجنبها مبضع الجراح ويبقي لو لمحات بسيطة من الذكريات التي صاحبتني سنين وليالي طويلة وكانت تتردد في الظهور علنا لكي تصرخ لصاحبها الذى أشاح بوجه عابس مكفهر غير عابئ بمن يسأله ذكرى كانت خالدة أصبحت تتلاشى مع ضوء النهار وخَتمتُ على نهايتها لن أعود مهما كان.