نشأة الحركة الأدبية بالمدينة المنورة ٤- المجالس و الصالونات الأدبية

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
نشأة الحركة الأدبية بالمدينة المنورة ٤- المجالس و الصالونات الأدبية -
الكاتبة / جمال عبدالله السعدي ـ المدينة المنورة
نتابع معكم في هذه العجالة تناول أحد أبرز و أهم عوامل نشأة الحركة الادبية بالمدينة المنورة كما جاء في كتاب الدكتور محمد الدبيسي ألا وهي المنتديات والمجالس والصالونات الأدبية، التي لم تحل الظروف السياسية في بدايات تلك الحقبة ( ١٣٤٤-١٤٣٢ )دون وجودها ،حيث كان الأدباء و المثقفون يلتقون لمناقشة قضايا الأدب والثقافة وما يهمهم من شؤونه وقضاياه، ويجدون فيها مناسبة للإلتقاء وتداول القضايا و مناقشة الاهتمامات المتنوعة العامة والخاصة، و تتنوع المجالس منها ما كان يعقد للمذاكرة في مسائل العلم والأدب ، أو شرح مقاصد الشعراء والكتاب او الفكاهة وغالبا لم يكن لها الأثر البارز في الحركة الأدبية حتى أواخر الأربعينيات والخمسينيات من هذا القرن الهجري.
هذا وقد خبُر أهل المدينة المنورة المنتديات والمجالس الأدبية منذ عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقد أصل له عبيد مدني في قوله:( .. وأدرك عمر رضي الله عنه ما تنزع إليه طبائع المدنيين ، وما يتغلغل في نفوسهم من كلف ٍ بالشعر وغرام بالحديث ، لنشأتهم الاجتماعية التي تفرض عليهم الولوع بهذا النوع من الإمتاع ، وترويض النفوس ، مع ماتستلزمه الحياة و مواقفها ..) وقد أنشأ رضي الله عنه البطيحاء بالجهة الشمالية الشرقية عند تجديد عمارة المسجد النبوي الشريف عام ١٧ للهجرة ، يجتمع إليها المصلون بعد انقضاء الصلاة فتلتئم الحلقات، وتنتظم الجلسات، فكانت البطيحاء أول نادٍ عام في المدينة المنورة . (البطيحاء تصغير بطحاء وهي رحبة مرتفعة عن الأرض وقد دخلت في المسجد النبوي الشريف بعد التوسعات المتتابعة).
علما بأنه قد ازدهرت المنتديات الأدبية بالعصر الأموي وشهد وادي العقيق المبارك العديد منها .
أما في العصر الحديث ترسَّخ دور المجالس والمنتديات الأدبية في المدينة المنورة ،مما جعلها تشهد نهضة ثقافية وأدبية مبكرة وتركت أثرها وشاع صداها داخل وخارج المدينة، ومن أهمها:
١- ندوة عبد الجليل برادة(١٢٤٣-١٣٢٦ هجرية ):
كان من العلماء الموسوعيين ومن الشعراء الإحيائيين والمجددين في الشعر المدني والحجازي ، ولد بالمدينة المنورة، أخذ العلم عن علمائها ودرَّس في المسجد النبوي الشريف .وكان إماما في الشعر وصاحب أول ندوة أدبية بالمدينة المنورة ،اتخذ مع بعض علماء المدينة المنورة و الصفوة من أدبائها ندوة اسبوعية كل ثلاثاء في بستانه في الأبارية القريبة من المسجد النبوي الشريف من الجهة الشمالية الشرقية ،وتستقطب أقطاب الفضل والمعرفة من المدنيين وغير المدنيين من الزوار الذين يدعون لشد أواصر الصلة الثقافية وتبادل المعارف والفوائد ، ويغشاها العلماء من العالم الإسلامي في المواسم الدينية ، أسهمت في الحراك الأدبي واستطاعت أن تعيد ذكريات المدارس العلمية التي اشتهرت في القرن الرابع الهجري.
٢- العشقية:
أسس ندوة العشقية أنور عشقي وكان من الشعراء والأدباء البارزين وكان يرأس بلدية المدينة المنورة عام١٣١٣ هجرية .
كانت ندوته ملتقى الادباء في العهد العثماني وتعقد ببستانه في باب الشامي شمال ثنية الوداع في سفح جبل سلع ؟ولكن ندوته لم تكن ذات أثر أدبي وثقافي كما كان لندوة عبدالجليل برادة.
 
استأنفت المنتديات الأدبية دورها المؤثر مع بدايات نشأة العهد السعودي على نحو ملموس. ومن أهمها:
١- نادي الحفل الأدبي:
كان أول نادٍ بالعهد السعودي بالمدينة المنورة أنشأه عبد القدوس الأنصاري عام ١٣٥٥ هجرية - ١٩٣٦ ميلادية مع ١٢ من أصدقائه من أدباء المدينة المنورة تلقى فيه المحاضرات و يحضره ويشارك فيه ليلة كل جمعة رجال الفكر من الزوار والحجاج الذين يفدون اليها في المواسم الدينية وغيرها .
كان النادي نواة للنوادي الأدبية التي عمت المملكة التي أنشأتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب و كان من التنظيم والدقة بحيث يملك سجل للأعضاء والمشاركين وتسجيل للمحاضرات كما ذكر الانصاري، ويتلقى نفائس الكتب القيمة الحديثة والقديمة ، والصحف والمجلات ليستفيد منها المراجعون وقد اعتبره د. إبراهيم الفوزان من العوامل التي ساعدت على قيام الدعوة لتجديد الأدب الحجازي . وقد ساهم أعضاؤه بتوسع نشاطاته و إصداراته في كتابة القصص والالشعر وفي مجال الصحافة ومنها اصدار مجلة المنهل فكل ذلك كان اضافة قوية للحركة الأدبية بالمدينة المنورة .
٢- نادي جماعة المحاضرات:
أُنشيء على يد عثمان حافظ عام ١٣٥٦ هجرية- ١٩٣٧ م أي بعد عام من إنشاء نادي الحفل الأدبي وأهم أعضاؤه عبد الحق نقشبندي ومحمد عنر توفيق وعلي وعثمان حافظ وعبد الحميد عنبر ومن اهمهم ايضا ضياء الدين رجب وعزيز ضياء ومحمد حسن زيدان .
لم تكن اهتمامات هذا النادي أدبية فقط بل تناولت المواضيع الاجتماعية والاعلامية ويهدف الى ايقاظ الروح الدينية وتنمية المواهب العلمية واظهار معالم النهضةالعمرانية في المملكة العربية السعودية كما ذكر عثمان حافظ ، بالإضافة لاستضافة شخصيات عربية كانت تفد المدينة بالمواسم الدينية واهتمت جريدة المدينة المنورة بنشر محاضرات النادي التي كانت تقدم كل ثلاثاء وكذلك مقالات ودراسات اعضاء النادي .
٣-أسرة الوادي المبارك:
تأسست أسرة الوادي المبارك عام ١٣٧١ هجرية ١٩٥١ م على يد حسن مصطفى صيرفي ومحمد هاسم رشيد ومحمد العامر الرميح وانضم اليها لاحقا عبد العزيز الربيع وماجد اسعد الحسيني ومحمد سعيد دفتردار ومحمد العيد الخطراوي وآخرون .
وتهدف الأسرة الى تطوير الحياة الأدبية وتنشيط الحركة العلمية والادبية في المدينة المنورة ، والبحث عن هوية أدبية مستقلة والاهتمام بالتراث المحفوظ ودراسته وتحقيقه.
والجمع بين عدم الانفصال عن موروث الأمة الفكري والاجتماعي وعدم الانغلاق على الذات والتقوقع حولها .
استمرت جلساتها كل ثلاثاء على مدى ٢٤ عاما وفق برنامج حيوي نشط وفاعل للأعضاء فأصدروا الكتب والقصص والدواوين وكتبوا المقالات وساهموا بنشر نتاجهم الأدبي في الصحف والمجلات وناقشوا ملخصات الكتب ، و أصدروا العديد من الاصدارات بجهود ذاتية.
واستثمروا المواسم الدينية لدعوة الشخصيات


غاليه الحربي غاليه الحربي
المدير العام

مالكة ومدير عام ورئيسة تحرير الصحيفة

343  982 0

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة