محراب

سجل دخولك حتى تتمكن من تسجيل اعجابك بالخبر
*محراب*    انتظمت في طابور الواقفين، وضعت رأسها داخل الحجر المقدس ومسحت جوفه بباطن كفيها كانت فرحة. اقتربت الأخرى ووضعت رأسها ثم سحبته بسرعة إذ لم ترَ سوى سواداً حالكاً، ضحكت بعد أن أخرجت رأسها ثم مسحت بيد واحدة قبل أن يطويها الزحام. أثناء الطواف خامرها شعور طاغ بعبث الأقوال والأفعال، ما حاجة الله الى بيت، وما شأنه بعادتي الشهرية وتنميص حواجبي؟! عادوا للمخيم، جلست بجانبها، سألتها ما الذي أفرحها حين وضعت رأسها في جوف الحجر الأسود؟ أجابتها: وصولي له وحده شعور ذو نشوةٍ. ضحكت منها وقالت: لاشيء يستحق، مجرد حجر عادٍ مزين بفعل البشر، ليس شيئاً خارقاً. صمتت في ذهول لقولها ولم تجبها. أعادت عليها سؤال لماذا قال الواعظ في  حملة الحج إن الله يحب المحجبات. ألا يعلم الله بأفعال بعض المحجبات؟ ثم ضحكت بخبث. قطع صوت أذان العصر حديثهما، استاذنتها للوضوء و طلبت منها مرافقتها، لم تستجب، تركتها وذهبت. أقيمت الصلاة وارتصت الصفوف،  وقفت بجانبها. صلت بلا وضوء، بعد أن سلمت همست في أذنها ما الجدوى من جسد طاهر في روح دنسة؟ لنطهر الروح أولا. ردت: عليك أفكاااار. انقضت مراسم الحج، افترقتا عند أول محطة لاستقبال أفواج الحجيج العائدين. لوحت لها مع ابتسامة غامضة.


جمعه الخياط جمعه الخياط
المدير العام

مدير الدعم الفني

0  702 0

الكلمات الدلالية

آخر المعجبين بالخبر

التعليقات


اكتب تعليقك هنا

اخبار مشابهة

اخبار مقترحة